كثفت القوات العراقية إجراءاتها لحماية بغداد، وعززت مواقعها في محافظة الأنبار التي يسيطر «داعش» على ثلثي مساحتها، ويعيش سكانها على وقع هجماته منذ أيام، كما رفعت مستوى التحصينات حول قاعدة «عين الأسد»، فيما قتل أكثر من 20 عراقياً في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة في بغداد، وبين القتلى النائب من كتلة «دولة القانون» احمد الخفاجي. (للمزيد) إلى ذلك، أكدت مصادر كردية أن الهدوء يسود جبهة الموصل بين «داعش» وقوات «البيشمركة»، منذ أيام. وقال الشيخ رافع عبدالكريم الفهداوي الذي تقاتل عشيرته إلى جانب الجيش، إن «تنظيم داعش الإرهابي يسيطر الآن على ثلثي الأنبار، والجيش انسحب تكتيكياً لتحصين قاعدة عين الأسد». وأوضح ل «الحياة» أن «الحكومة المركزية أرسلت بعض التعزيزات العسكرية والأسلحة خلال اليومين الماضيين إلى المحافظة، وهناك خطة مشتركة بين العشائر والجيش لشن هجوم مضاد في بعض المناطق». وتشير معلومات الجيش إلى أن «داعش» يخطط لاقتحام قاعدة عين الأسد (200 كلم غرب الرمادي)، خلال الأيام المقبلة، ما دعا القوات الأمنية إلى إحاطتها بساتر ترابي. وقال النائب عن الأنبار غازي فيصل الكعود خلال مؤتمر صحافي أمس، إن «ما تشهده المحافظة من عمليات إرهابية ينفذها تنظيم داعش المجرم تتطلب تدخلاً سريعاً من المرجعيات الدينية والحكومة الاتحادية وقادة الدول العربية لإنقاذ المحافظة»، وزاد أنه «طرق أبواب الحكومة طالباً المساعدة لكن من دون جدوى». في الموصل، قال المسؤول في قوات «البيشمركة» المرابطة في جبل بعشيقة كفاح كونجي ل «الحياة»، إن «قواتنا تقصف في شكل شبه يومي مواقع مسلحي داعش في المنطقة، أما بالنسبة إلى الطيران الحربي، فإنه يحلق من دون أن يقصف أي موقع، باستثناء أهداف في كوجلي». وأشار إلى أن «الملل وعدم صدور أوامر بالهجوم والبقاء أسابيع من دون تحرك، ومشاهدة تحركات داعش، يدفع بعض عناص البيشمركة إلى تصرفات فردية». ولفت إلى أن «التنظيم نقل خلال اليومين الماضيين معداته من بعشيقة وبرطلة إلى الموصل، وفجر منازل مسؤولين إداريين سابقين في سهل نينوى». وعن التطورات داخل الموصل، قال إن «الوضع متوتر للغاية، والإرهابيون مستمرون في إعدام ناشطين وأكاديميين، ومنعوا طلاباً من الالتحاق بجامعتهم في كركوك، وأعدموا قبل يومين عنصرين من داعش إثر خلافات على اختفاء ثلاثة ملايين دولار».