واجهت قوات البيشمركة الكردية أمس هجوماً شنه تنظيم «داعش» على محاور عدة في نينوى وكركوك وديالى، بعد أيام من الهدوء النسبي، فيما أكدت وزارة «البيشمركة» أنها تدرك الأهداف وراء الهجمات. وكان مسؤولون عسكريون أكراد أكدوا سيطرة «البيشمركة» على ناحية ربيعة الحدودية مع سورية، مطلع الشهر الجاري، فضلاً عن قرى محيطة، لاستعادة قضاء سنجار، غرب الموصل، وما بقي من المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل. في قضاء سنجار، أفاد مصدر عسكري كردي أن «البيشمركة» والمتطوعين من الإيزيديين المرابطين في جبل سنجار واجهوا صباح اليوم (أمس)، هجوماً واسعاً شنه «داعش» من أربعة محاور، ما تطلب إرسال تعزيزات ودعم عسكري»، ولفت إلى أن «الهجوم تركز في غرب الجبل وتحديداً في منطقة بارا الحدودية مع سورية، وكذلك قرب مزار شرف الدين على الجبل، ومجمع بورك»، مشيراً إلى أن «البيشمركة تصدت لهجوم آخر شنه الإرهابيون على ناحية ربيعة». وبالتزامن، طالب النائب الإيزيدي في البرلمان حجي كندور خلال مؤتمر صحافي إلى «إنقاذ نحو 700 أسرة إيزيدية ما زالت عالقة في جبل سنجار، وهي ما زالت تتعرض لهجمات متكررة من قبل داعش»، ودعا «المجتمع الدولي إلى المساعدة في فتح الممر الآمن الذي فتح قبل شهر ويسيطر عليه التنظيم من جديد»، واعتبر الضربات الجوية «محدودة وغير مركزة». من جانبه، قال الناطق باسم تنظيمات الحزب «الديموقراطي» في الموصل سعيد مموزيني ل «الحياة» إن «البيشمركة أحبطت هجوماً للإرهابيين في منطقة فلفيل وناحية وانكي قرب سد الموصل، وقتل من المسلحين نحو ستة، فضلاً عن تدمير عدد من العربات والهمرات»، ولفت إلى أن «داعش أقدم قبل يومين على تفجير منازل لكوادر الحزبين الديموقراطي والاتحاد الوطني في بعشيقة». ويتألف سهل نينوى من أقضية وبلدات هي، برطلة وبعشيقة وبحزاني وتلكيف وتللسقف والحمدانية وغيرها والتي خلت من سكانها وغالبيتهم من أقليات الشبك والايزيدين والمسيحيين. من جانبه، قال الناطق باسم تنظيمات حزب «الاتحاد الوطني» في الموصل غياث سورجي ل «الحياة»، إن «البيشمركة تمكنت من دحر هجوم شنه داعش من عدة اتجاهات في القرى المحيطة بناحية بعشيقة وحدود ناحية برطلة، والعدو خلف خسائر بشرية وعسكرية». وبحسب المصادر فإن قرى قرب ناحية «كوير» 50 كلم جنوب اربيل شهدت هجمات مماثلة. وفي ناحية قرتبه شمال شرقي بعقوبة مركز محافظة ديالى اندلعت مواجهات ضارية بين الطرفين خصوصاً في قرية «علي سراي» القريبة، وذكر حزب «الاتحاد الوطني» أن «القائد في قوات البيشمركة محمود سنكاوي نجا من محاولة اغتيال بانفجار عبوة ناسفة قرب الناحية، إثناء توجهه للأشراف على المواجهات الدائرة»، وتحدث المصادر عن اندلاع مواجهات في قرية البشير جنوب محافظة كركوك. ودعا نواب عن التركمان، خلال مؤتمر صحافي أمس إلى «إنقاذ ناحية قرتبه»، وقال النائب عن ائتلاف «دولة القانون» عباس البياتي إن «قرتبه تتعرض لهجوم من ثلاث جهات ما أدى إلى نزوح جماعي، وعلى طيران التحالف والجيش العراقي إلى دك أوكار الإرهابيين لإنقاذ المدينة». وقال مدير الإعلام في وزارة «البيشمركة» إن «الهجمات الأخيرة للإرهابيين على البيشمركة لها أهداف محددة نعرفها، ولا يمكن إعلانها الآن، وليس من الضروري أن تكون ناتجة من التقهقر الذي يعانيه داعش في مدينة كوباني في سورية». إلى ذلك، قال رئيس مجلس المحافظة مثنى التميمي، ل «الحياة» ان «مواجهات عنيفة بين قوات الامن ومسلحي داعش اندلعت، إثر شن التنظيم هجوماً واسعاً على بلدة قرتبه (شمال شرقي بعقوبة)، فيما قتل وأصيب مواطنون جراء سقوط عدد من قذائف الهاون على منازل الناحية»، وطالب «بتدخل عاجل وفوري لقوات برية عسكرية وجوية للتحالف الدولي، لمنع وقوع مجزرة، واسناد القوات التي تصد الهجوم الذي شن عبر ثلاثة محاور على الناحية».