علمت «الحياة» من مصادر سياسية رفيعة المستوى أن السفارة الأميركية في بغداد عقدت اجتماعين منفصلين مع مسؤولين محليين في محافظتي الموصل والأنبار، للبحث في تشكيل قوات أمنية جديدة لمواجهة «الدولة الإسلامية»، بإشراف أميركي. ميدانياً، اضطرت قوات الجيش الى وقف هجومها الذي بدأته اول من امس في تكريت، بسبب الألغام الأرضية التي زرعها «داعش»، فيما تتواصل الاشتباكات في اطراف الرمادي، وفي احدى البلدات التابعة لجنوببغداد. وأبلغ مصدر سياسي، طلب عدم الإشارة الى اسمه، «الحياة» إن «وفدين من المسؤولين في نينوى والأنبار عقدا خلال اليومين الماضيين اجتماعات منفصلة مع مسؤولين اميركيين، بينهم السفير في بغداد تناولت الأوضاع الأمنية في المحافظتين اللتين يسيطر «داعش» على مساحات شاسعة فيهما. وأوضح المصدر أن الاجتماع تناول ضرورة ايجاد «تشكيلات امنية جديدة بصرف النظر عن اسمها والبدء بتدريبها وتسليحها تسليحاً جيداً ويتم اختيار عناصرها من سكان هاتين المحافظتين حصراً لتكون هذه التشكيلات نواة القوة التي ستقتحم معاقل التنظيم في كلا المدينتين». وأشار المصدر الى أن المسؤولين الأميركيين أكدوا أنهم «سيشرفون على تدريب هذه القوات وتسليحها، وأعطوا ضمانات الى مسؤولي الأنبار والموصل بعدم عرقلة جهود تشكيلها من أي طرف»، في اشارة الى تحفظات بعض المسؤولين الشيعة عن تشكيلها، بينهم نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي. وعلى رغم من أن برنامج حكومة حيدر العبادي تضمن انشاء تشكيلات عسكرية تعرف باسم «الحرس الوطني»، لم تصدر الحكومة قانون قانون تشكيلها، في ظل انتقادات من احزاب وقوى شيعية لتشكيلها. الى ذلك، قال المصدر ذاته إن المسؤولين الأميركيين «سيبدأون عملية دعم تشكيل هذه القوات في الموصل في معسكر أنشئ حديثاً على اطراف المدينة الخاضعة تحت حماية قوات «البيشمركة» الكردية. وفي الأنبار، قال المصدر إن الاجتماع «تناول اختيار المكان المناسب لتدريب هذه القوات اذ يجب أن يتمتع بالحماية الكافية للمستشارين والجنود الأميركيين، وتم اختيار قاعدة الحبانية الواقعة قرب الرمادي، وتم استبعاد قاعدة عين الأسد لبعدها عن بغداد واحتمال محاصرتها من تنظيم داعش». ووصل الخميس الماضي 100 مستشار أميركي الى الأنبار وتوزعوا في قاعدتَي الحبانية وعين الأسد، على ما أعلن مسؤولون في المحافظة. من جهة أخرى، اضطرت قوات الجيش الى وقف العملية التي بدأتها اول من امس في شمال تكريت ومدينة بيجي، بسبب الألغام الأرضية التي زرعها «داعش» بعد انسحابه من المناطق التي كان يسيطر عليها. وقال مصدر في «قيادة عمليات صلاح الدين» إن الجيش «نجح امس في اقتحام منطقة وادي الموت» الواقعة بين تكريت وبيجي، وتوقف عندها بسبب العبوات الناسفة المزروعة على الطرقات بكثافة. وأعلنت وزارة الدفاع في بيان امس أن «الاستخبارات العسكرية تؤكد قتل أبرز قياديَّين في «داعش»، وهما الإرهابيان حسين علي أحمد (الأمير الإداري لقضاء بيجي) ورافد عباس محمد، أمير قاطع الفتحة في تكريت». وأعلن الجيش الأميركي، في بيان امس أن الغارات التي استهدفت عناصر «داعش» يومَي الجمعة والسبت نفذتها طائرات تابعة لدول التحالف، ولم يذكر أسماء هذه الدول. وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار صالح العيساوي ل«الحياة» إن «الاشتباكات ما زالت متواصلة في اطراف الرمادي الشمالية والغربية»، وأوضح أن «منطقة 5 كيلو التي تعتبر مركز انطلاق «داعش» على المدينة أصبحت محاصرة». وأشار الى أن «المحافظة في حاجة الى تعزيزات عسكرية عاجلة في الرمادي وأطراف الفلوجة وقضاء هيت لمنع تنظيم «داعش» من التقدم والسيطرة على مدن اخرى». وفي جنوببغداد، قال مصدر امني إن «اشتباكات عنيفة جرت امس في ناحية اليوسفية التابعة لقضاء المحمودية» وأوضح أن مناطق «الرواجح ودويلبية والحريكاوي وصدر اليوسفية تحولت الى مناطق اشباك بين قوات الجيش والمتطوعين من جهة، وعناصر «داعش»، من جهة أخرى».