لقي إعلان الشيخ أحمد الأسير «إنشاء «كتائب المقاومة الحرّة» انطلاقاً من صيدا وإفتاؤه بالجهاد في القصير»، ودعوة الشيخ سالم الرافعي إلى «التعبئة العامّة لنصرة أهل السُنّة في القصير»، على خلفية أنه «كما يرسل «حزب الله» المقاتلين للدفاع عن مناطق شيعية أقلّية كما يزعم، سنرسل الدعم لإخوتنا أهل السنّة في القصير من رجال وسلاح»، ردود فعل رافضة أبرزها للرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري الذي دعا «جميع اللبنانيين إلى مواجهة حفلة الجنون التي يريد بعضهم للبنان أن ينخرط فيها، وأن يسقط في فتنة سيلعن التاريخ كل من تسبب بها». وأكد الحريري في تصريح وزعه مكتبه أمس، «أن ما يقوم به حزب الله في سورية جريمة موصوفة بحق لبنان واللبنانيين بمثل ما هي جريمة بحق سورية وشعبها»، داعياً اللبنانيين إلى «رفض التورط فيها». وأعلن في الوقت نفسه «رفضه القاطع لأية دعوات مقابلة توجه من لبنان للجهاد في سورية»، محذراً من «أن مثل هذه الدعوات إنما تحقق هدف بشار الأسد المعلن لزج لبنان وغيره من دول المنطقة في أتون النار السورية». وقال: «انخراط حزب الله في القتال في سورية هو انخراط في الدفاع عن النظام السوري مهما كانت الحجج المذهبية والفئوية التي يقدمها الحزب لتبرير هذه الجريمة التي تجر لبنان إلى أتون نار بشَّر الأسد قبل غيره بأنه سينشرها في المنطقة». وسأل: «من كلّف حزب الله بالدفاع عن فئة من اللبنانيين في سورية، إذا كانت هذه حجته تارة؟ ومن كلّفه بالدفاع عن فئة من السوريين من دون غيرها إذا كانت هذه حجته تارة أخرى؟». وشدد على «أن جريمة جرّ لبنان واللبنانيين إلى لعبة الموت التي أرادها النظام السوري تثبت مرة جديدة الوظيفة الفعلية لسلاح حزب الله في لبنان وسورية، وتظهر بالضحايا والدمار والدم أين يكمن قرار استخدام السلاح وأهدافه الفعلية. إن جريمة دفع الشباب اللبناني للموت بالعشرات على أرض سورية دفاعاً عن نظام مجرم يضاعف من هولها وخطورتها أنها جزء من جريمة أكبر، وهي جر لبنان إلى صراع دموي وإقليمي لا طاقة ولا إرادة للبنانيين، كل اللبنانيين وأولهم جمهور حزب الله على الدخول فيه». ودعا «جميع اللبنانيين إلى التعبير بكل الوسائل السلمية عن رفضهم المشاركة في مثل هذه الجريمة». وقال: «أعلن رفضي القاطع لأي خطوة مضادة من نوع الدعوات إلى الجهاد المضاد أو الاستنفار الطائفي والمذهبي سواء أتت من صيدا أم من طرابلس أم أي مكان آخر من لبنان. جميع اللبنانيين يعرفون أن مثل هذه الدعوات ما هي إلا ملاقاة لحزب الله في منتصف طريق جريمته ومن شأنها أن توفر المبررات المضادة له، ما يجعلها مساهمة عن قصد أو غير قصد، في زج لبنان واستدراجه إلى حرب يريد الأسد شخصياً له أن يُزج فيها، في محاولته اليائسة لوقف مجرى التاريخ وإنقاذ نظامه من شعب ثار على الظلم والقتل والعبودية، ولن يتوقف حتى يحقق النصر».