قال رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم، إن قوات النظام بدأت باستهداف الأكراد بعدما عقدوا اتفاقات مع المعارضة والقوى المعتدلة فيها. وأضاف أن هجمات الجيش السوري على الأكراد «ربما كان سببها اتفاقات عدم الاعتداء التي تم التوصل إليها بين الأكراد وبعض الفصائل المعتدلة في قوات المعارضة»، مشيراً إلى أن الرئيس بشار الأسد «يخشى من أن تركيا التي تؤوي معارضين سوريين والتي دعته إلى التنحي، قد تساعد أيضاً أكراد سورية بعد الدخول في محادثات سلام مع الأقلية الكردية المضطربة عندها»، في إشارة إلى جهود الحل السياسي بين حكومة رجب طيب أردوغان وزعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله اوجلان. ويعتبر «الاتحاد الديموقراطي» قريباً من «العمال الكردستاني»، واتهمته المعارضة سابقاً بالقتال إلى جانب قوات النظام خلال السنتين الماضيتين. لكن قتالاً حصل قبل أشهر بين «الاتحاد» و «الجيش الحر» في رأس العين قرب الحدود مع تركيا، أسفر عن اتفاق بينهما. وكان لافتاً أنه في مرحلة لاحقة قاتل مقاتلو «لجان الحماية الشعبية» التابعين ل «الاتحاد» قوات النظام في حيي الأشرفية والشيخ مقصود الكرديين في حلب في شمال البلاد، إلى أن قامت طائرات النظام بقصف مواقع اللجان في الشيخ مقصود، كما حصلت اشتباكات بين قوات النظام ولجان الحماية في شمال شرقي البلاد. وقال مسلم امس إن الحكومة السورية ربما انزعجت من هذه الاتفاقات، مضيفاً أنهم أبرموا هذه الاتفاقات مع بعض الفصائل الصغيرة في حلب ولذلك قامت القوات السورية بقصف مناطق كردية. وتابع أنهم ربما يظنون أن الأكراد يتلقون بعض المساعدات من تركيا، لكن هذا غير صحيح. وقال مسلم إن حي الشيخ مقصود في حلب الشمالية تعرض أيضاً لهجمات جوية قتلت 47 مدنياً خلال الخمسة عشر يوماً الماضية. وأضاف أن الأكراد منذ البداية قرروا ألا يكونوا جزءاً من هذا القتال الأعمى المستمر بين دمشق وآخرين، وان سياستهم كانت الدفاع عن النفس وحماية المناطق الكردية. ويتهم السياسيون الأكراد السوريون المعارضة المناهضة للأسد بتجاهل حقوق الأكراد وبأنها تسعى للسيطرة على الشمال الشرقي المنتج للنفط الذي يشكل نسبة كبيرة من إنتاج النفط السوري. وقال مسلم إن «المناطق الكردية غنية ويحاول الجميع لا قوات الأسد فحسب، وضعها تحت سيطرته، وربما آخرون في المستقبل». وعندما سئل عن احتمال أن يوحد الأكراد صفوفهم مع «الجيش الحر»، قال مسلم إن «هذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا التزم الجيش الحر بسورية علمانية ديموقراطية». وأضاف: «لكنه يضم جهاديين وسلفيين متطرفين».