تعرضت مناطق مختلفة في الأراضي السورية إلى قصف من الطيران الحربي وراجمات الصواريخ التابعة للنظام، في وقت شنت قوات النظام حملة اعتقالات في جنوبي البلاد، وأقدمت على حرق منازل في بلدة بابولين القريبة من معسكرين يقعان في ريف إدلب في شمال البلاد بعد إرسال النظام تعزيرات إضافية إليهما يوم أول امس. واستمر القصف على مناطق مختلفة في دمشق وأطرافها شمل مدينة داريا جنوباً حيث قتل عنصر من الكتائب المقاتلة خلال الاشتباكات مع القوات النظامية، في إطار تصعيد عسكري كبير شهدته المدينة في محاولات جديدة لاقتحامها بأكثر من 40 مدرعة وآلية عسكرية مع غارات عنيفة من سلاح الجو. وقالت المعارضة إن داريا «تشهد من خمسة اشهر حملة شرسة من النظام محاولاً استعادتها من الجيش الحر». واعتبرتها «خاصرة دمشقالغربية لما لها من موقع استراتيجي جداً لكلا الطرفين، مشيرة إلى «معاناة مأسوية لأهالي المدينة». وأعلن المجلس المحلي لداريا امس أن «معظم التعزيزات العسكرية التي أرسلت إلى المدينة صباح امس من مطار المزة العسكري، خرجت من المدينة بعد الظهر». كما تعرضت بلدات السبينة والذيابية ويلدا جنوب العاصمة لقصف القوات النظامية التي استهدفت أيضاً حي جوبر في الطرف الشرقي لدمشق، فيما دارت اشتباكات بين الجانبين في حي القدم في طرف المدينةالجنوبي، رافقها قصف من القوات النظامية على الحي. وفي المنطقة الواقعة بين دمشق وهضبة الجولان، تعرضت بلدتا دير خبية وعرطوز لقصف القوات النظامية براجمات الصواريخ. وأفادت شبكة «شام» المعارضة بأن الكهرباء والإنترنت قطعتا عن معضمية الشام وسط معلومات عن سقوط قتلى في حي الموالي في البلدة. وقال موالون إن قوات النظام خاضت امس «معارك لتطهير» جديدة الفضل جنوب معضمية الشام. وقالت مصادر متطابقة إن مجموعة مسلحة دخلت امس إلى مطعم في حي المزة الراقي في دمشق، وقتلت مدير العلاقات العامة في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل علي بلان، مشيرة إلى انه قتل بمسدس مزود بكاتم للصوت. وفي وسط سورية، تعرضت منطقة الحولة في ريف حمص لقصف القوات النظامية التي قصفت أيضاً بلدة كفرزيتا في ريف حماة. وقالت مصادر المعارضة إن الطيران قصف أطراف مطار الضبعة العسكري الذي كانت سيطرت عليه المعارضة قبل يومين في المنطقة الواقعة بين حمص والحدود مع لبنان. كما قصف أطراف بلدة القصير في تلك المنطقة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات النظام شنت امس حملة إحراق للمنازل في بلدة بابولين في ريف إدلب الذي يربط حماه بحلب في أقصى الشمال. وترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة عند أطراف البلدة وأنباء عن خسائر بشرية، وفق المرصد. وقصفت قوات النظام بلدة التح براجمات صواريخ. وكانت قوات المعارضة صدت هجوماً للجيش النظامي بعد فكه الحصار عن موقعي وادي الضيف والحامدية في معرة النعمان. وأرسل النظام امس تعزيزات إلى بابولين، فيما كانت المعارضة المسلحة تستعد لمعارك إضافية. وفي ريف إدلب بالقرب من مدينة اللاذقية غرب البلاد، تعرضت قرية البشيرية قرب جسر الشغور للقصف من قبل القوات النظامية. وقال معارضون إن بلدتي بنش في شرق مدينة إدلب ومعرت مصرين قصفتا امس. وفي حلب، أفاد نشطاء بسقوط ستة قتلى في حي السكري نتيجة سقوط قذيفة. وفي المنطقة الشرقية، اشتبكت قوات النظام مع المعارضة في محيط مطار دير الزور العسكري، تحت غطاء من قصف الطيران المروحي لمناطق محيطة بالمطار. وقال المرصد إن القصف طاول حي المطار القديم في المدينة، مع حصول اشتباكات عنيفة في حيي الرصافة والصناعة في المدينة. وفي ريف دير الزور، قصف النظام بلدة موحسن. وقال المرصد السوري إن المناطق الجنوبية لمدينة القامشلي شرق البلاد، قصفت من قبل القوات النظامية حيث سجل سقوط قذائف عدة. وأفادت مصادر أخرى بحصول اشتباكات في حي الغويران في مدينة الحسكة بين قوات النظام و»الجيش الحر» بعد قصف جوي تعرض له الحي من جبل كوكب في شمال شرقي الحسكة، اضافة إلى قصف بلدة تل حميس بغارات جوية. وحصلت اشتباكات بين المعارضة ومسلحين موالين في أطراف بلدة سكيرة. وكانت «الهيئة العامة للثورة» أعلنت انه بعد قيام مقاتلين معارضين ب «تحرير» بلدة تل حميس «جن جنون النظام وبدأ حملات قصف يومية مستخدماً كل أنواع الأسلحة من صواريخ سكود وطيران وصواريخ موجهة وقنابل عنقودية وفوسفورية، لما تمثله تلك المنطقة من أهمية استراتيجية بسبب قطع إمدادات النفط عن النظام في خط البترول الوطني السوري والتي تزيد عن 150 ألف برميل يومياً من جهة، وبسبب احتوائها على أكبر مخزون للحبوب في سورية من جهة أخرى». وأشارت إلى أن قيادة اللواء 313 المعارض، سحبت قواتها بعد حصول خلافات بين الكتائب المقاتلة. وطالب نشطاء موالون بضرورة الكشف على الواقع الميداني في محيط الفرقة 17 في محافظة الرقة شمال شرقي البلاد، باعتبار أنها تخضع لحصار مقاتلي المعارضة. وفي الجهة الجنوبية لسورية وقرب الحدود مع الأردن، قتل رجل تحت التعذيب في بلدة غباغب، فيما تعرضت بلدات وقرى نامر وجملة وصيدا والحراك والنعيمة ونصيب في ريف درعا لقصف القوات النظامية. وقال المرصد إن قوات النظام شنت حملة دهم وتفتيش في حي القصور في المدينة، في وقت دارت اشتباكات بين جسر بلدة نامر وجسر خربة غزالة على الطريق الدولي بين درعا ودمشق. وقالت مصادر معارضة إن حملات الاعتقال والقصف ترمي إلى استباق عمليات عسكرية تنوي المعارضة تنفيذها بعد المكاسب العسكرية التي حققتها في الأسابيع الأخيرة بسيطرتها على بلدة داعل ومقر اللواء 38 بين دمشق والحدود الأردنية. وفي المنطقة الساحلية غرب البلاد، قال المرصد إن قوات النظام قصفت ناحية ربيعة والقرى التابعة لها في ريف اللاذقية. ولم يمنع القصف خروج تظاهرات في مدن وقرى سورية عدة سواء كانت تحت سيطرة النظام أو المعارضة، وذلك في جمعة اطلق عليها «إيران وحزب الله ستهزمون مع الأسد». ووجه ناشطون معارضون تعازيهم إلى الشعب الأميركي بعد سقوط ضحايا في تفجيري مدينة بوسطن، مذكرين بأن حوادث مماثلة وسقوط ضحايا تتكرر يومياً في سورية منذ سنتين.