عندما يُذكر مصطلح «المنتج المنفذ» في عمل تلفزيوني، فإنه عادةً يشير إلى شخص أو جهة تتحمل مسؤولية تنفيذ المشروع وفق رؤية واضحة، مع ضمان التوازن بين الجودة الفنية والمتطلبات الإنتاجية. لكن في حالة «ليالي الشميسي»، يبدو أن هذا المفهوم قد فقد معناه، بعد أن أصبح الإنتاج التنفيذي موزعًا بين أكثر من جهة، ما يثير التساؤلات حول مدى انسجام العملية الإنتاجية، ومن الذي كان يتحكم فعلًا في سير العمل. إذا نظرنا إلى الأسماء التي ظهرت في الإنتاج التنفيذي للمسلسل، نجد أولًا ريم عبدالله، التي لم تكتفِ ببطولة العمل، بل حملت لقب المنتج والمشرف العام على المشروع، وهو ما يثير تساؤلًا مشروعًا: هل كانت ريم عبدالله صاحبة القرار الإنتاجي الفعلي، أم أن وجودها كمنتجة كان مجرد عنوان رمزي لإضفاء طابع خاص على المسلسل؟ عادةً، عندما يكون الممثل أحد المنتجين، فإن ذلك قد يؤثر على القرارات الفنية لصالح إبراز دوره بشكل أكبر، فهل كان هذا الحال هنا؟ ثم لدينا مؤسسة جديرة للإنتاج الإعلامي للمرئي والمسموع، والتي تم ذكرها كمنتج منفذ، مما يعني أنها الجهة التي تولت الجوانب اللوجستية والإدارية للعمل. لكن هنا تأتي المشكلة: إذا كانت جديرة هي المنتج المنفذ الفعلي، فما هو دور سلطان النفيسة الذي حمل نفس اللقب؟ كيف يكون هناك منتجان منفذان في العمل ذاته؟ هل كان تقسيمًا في المسؤوليات أم تداخلًا في المهام؟ الأمر لا يتوقف هنا، فلدينا أيضًا إبراهيم الفرحان الذي حمل لقب المشرف العام، وهو دور يُفترض أن يكون قريبًا من دور ريم عبدالله التي تم تقديمها على أنها "المشرف العام على المشروع". فهل كان هناك مشرفان عامان في آنٍ واحد؟ أم أن اللقب قد مُنح مجاملةً أكثر منه دورًا فعليًا؟ عند وجود أكثر من منتج منفذ، فإن هناك احتمالين: الأول، أن يكون لكل شخص دور واضح ومحدد يساهم في إنجاح العمل، وهو أمر مشروع إذا كانت هناك خطة واضحة ومهام موزعة بدقة. والثاني، أن يكون هذا التعدد نتيجة لعدم وجود قيادة إنتاجية مركزية، ما يؤدي إلى تضارب القرارات وتأخير التنفيذ بسبب تعدد وجهات النظر، وهو ما ينعكس سلبًا على جودة العمل. في حالة "ليالي الشميسي"، يبدو أن تعدد الأسماء لم يكن بالضرورة ميزة، بل قد يكون مؤشرًا على غياب رأس واضح للإنتاج، حيث يتم توزيع المسؤوليات بين عدة جهات دون توضيح من هو صاحب القرار النهائي. هذا الوضع قد يؤدي إلى إشكاليات، مثل تأخير اتخاذ القرارات، أو صعوبة تنسيق العمل بين مختلف الأطراف، أو حتى تأثير المنتجين المنفذين على المسار الفني للمسلسل بطرق قد لا تكون دائمًا في مصلحة القصة. قد لا يكون المشاهد العادي مهتمًا بمن يحمل لقب المنتج المنفذ، لكنه حتمًا يشعر بنتائج ذلك على الشاشة. عندما يكون هناك تعدد في أصحاب القرار، فإن التماسك السردي والانسجام البصري قد يتأثر، وقد يظهر المسلسل وكأنه نتاج وجهات نظر متضاربة، بدلًا من كونه عملًا يحمل رؤية فنية موحدة. يبدو أن "ليالي الشميسي" لم يكن مجرد دراما تلفزيونية، بل نموذجًا لعلاقة معقدة بين الإنتاج التنفيذي والإبداع الفني. تعدد الأسماء في مواقع المسؤولية يطرح تساؤلات حول مدى انسجام العملية الإنتاجية، وما إذا كان ذلك قد أثر على مسار العمل. وبينما قد يمر هذا الأمر دون اهتمام كبير من المشاهد العادي، إلا أنه يظل نقطة تستحق التوقف عندها عند تقييم التجربة.