بعد أربع مباريات ضمن تصفيات كأس العالم الأسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026، لم نذق فيها طعم الانتصار، استطاع منتخبنا الأخضر أخير تحقيق فوز ثمين ومهم جدا للغاية على نظيره الصيني، في مباراة أقل ما يمكن وصفها بأنها مباراة لنغلب لا لنعلب، وبقية المباريات الثلاث ضمن التصفيات هي بنفس الأسلوب، لا يهمنا الأداء ولا يهمنا كيف نلعب، المهم كيف نغلب ونفوز، أهم ثلاث مباريات متبقية في مسيرة منتخبنا في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، نعم تأخرنا كثيرا إبان حقبة السيد مانشيني، تعرضنا لمطبات وخرجنا من الصورة التي يجب أن نكون عليها، لكن ما زالت فرصة التأهل بين أيدينا، ما زالت بطاقة التأهل الثانية ضمن المجموعة متوفرة، لأن الأولى بشكل رسمي حسمت للمنتخب الياباني. بحسبة رقمية فأن اليابان بالمركز الأول ب 19 نقطة يليها المنتخب الأسترالي ب 10 نقاط، ثم منتخبنا الوطني ب 9 نقاط، أندونيسياالصينالبحرين بنفس الرصيد 6 نقاط لكل منهم، وبالتالي فأن المنتخبات الثلاث الأخيرة تنافس على مباريات الملحق، مع فرص لأحدهم بنيل البطاقة الثانية على حساب أستراليا والسعودية، نحن متبقٍ لنا ثلاث مباريات، خارج أرضنا مع اليابان ثم البحرين، وعلى أرضنا المباراة الأخيرة أمام أستراليا، والتي قد تكون مباراة العمر لمنتخبنا التي تضمن لنا الصعود مباشرة وليس ضمن الملحق، والحسابات الرقمية هنا تكمن في أننا لا بد أن نحقق الانتصار في المواجهات الثلاث حتى نصل إلى إلى النقطة 18، والتي بدورها أستراليا لو فازت في مباراتين وخسرت معنا فإنها ستقف عند النقطة 16. كلنا ثقة في رجالات المنتخب ونجومه الأبطال، رغم كل ما مروا فيه من ظروف نعلمها جيدا، ونثق أنهم بعد توفيق الله قادرون على هزيمة اليابانوالبحرينوأستراليا، ولكن لو حسبنا حسبة بسيطة أخرى أقل ضغطا، وهي أنه نتعادل مع اليابان ونهزم البحرين، ثم نواجه أستراليا ونهزمها، ونصل إلى النقطة 16، وأستراليا في حال فوزها في المباراتين قبل منتخبنا سيكون لها 16 نقطة، بفارق أهداف لمصلحة أستراليا، ولهذا فإن تعادلنا مع اليابان والانتصار على البحرينوأستراليا يلزمه تعثر أستراليا في إحدى مبارياته لو بالتعادل والفوز، فيصبح لديه 14 نقطة، أستراليا ستواجه الصين فيما نعتقد أنها المباراة السهلة، التي متوقع أن تفوز بها، ثم ستلعب مع اليابان التي نراهن على تعادل اليابان أو فوزها وهو الأفضل لنا طبعا، بعدها نلتقي معها في مباراة تقرير المصير بيننا وبين الأستراليين. الجولة القادمة في ال 25 من هذا الشهر، ستكون مصيرية لنا، لأن فوزنا على اليابان وفوز أستراليا على الصين يعني بقاء الأمور على ما هي عليه، لنتجه للجولة التي تليها التي سنواجه فيها البحرينوأستراليا تواجه اليابان وهي التي ستوضح لنا معالم الجولة الأخيرة وماذا نحتاج لكي نتأهل، لكن ما نتمناه حقيقة هو الفوز على اليابان وخسارة أستراليا أو تعادلها أمام الصين، ولا مستحيل في عالم كرة القدم، فوزنا على اليابان في اليابان ليس سهلا، ولكنه ليس مستحيلا، ولاعبو منتخبنا يمتلكون الشخصية التي تؤهلهم لكي يلعبوا مباراة نهائي بطولة أمام اليابان بروح قتالية وتكتيك عالي جدا، والمراهنة على الصين أن تصنع الفارق أمام أستراليا خاصة وأنه لديها حافز اللعب على فرصة الملحق، البحرين في مواجهة إندونيسيا نتمنى له للبحرين الفوز، ولكن الأفضل لنا هو التعادل، حتى نحفظ بشكل أو أخر فرصة اللعب على الملحق. منتخبنا لديه مشكلة حقيقية في قوته الهجومية، لدينا وسط قوي ومتماسك، ودفاع ما زال يواجه مشكلة في الحفاظ على اتزانه طوال المباراة، لكن الخلل في عدم قدرتنا على تحقيق فارق تهديفي أمام الخصم، لأن هذا الفارق هو الذي يخلق المساحات أمام الخصم، المساحات التي يحتاجها لاعبو الهجوم لدينا، لكن سياسة الإغلاق بعد تسجيل الهدف الأول كما فعلنا أمام الصين، لن تجدي نفعا أمام اليابان ولا البحرين ولا أستراليا، لهذا فأن الوقت الآن هو للمغامرة الهجومية، قد لا تكون هي الخيار الأمثل أمام اليابان وعلى أرضه وأمام جمهوره، ولا ينفع أن نكون مغلقين دفاعيا، نراهن على المهارات واللعب التكتيكي أمام اليابان، لكن أمام البحرين أن لم نسجل ثلاث أهداف في الشوط الأول فإنه سنعاني كثيرا، وأمام أستراليا فإن نتائج مواجهات اليابانوالبحرين هي التي ستحكم أسلوب وطريقة لعبنا. كرة القدم دائرية ليس لها كبير، تعثرنا في البداية قد يكون هو الحافز الأساسي لكي نعدل في النهاية، فوز ثمين أمام الصين، وفرحة كبرى أمام اليابان، وفوز لا بديل عنه أمام البحرين، سيجعلنا نلعب مع أستراليا بشكل مختلف على أمل مكررا تعثرهم أمام الصين أو اليابان، ولدي ذلك الإحساس اسمعه في داخلي، الصين التي كانت بوابة عودتنا للمنافسة، ستكون هي بوابة خروج أستراليا من منافستنا بإذن الله تعالى. د. طلال الحربي - الرياض