حسم «الحزب الديموقراطي» اليساري في إيطاليا صراعاً داخلياً في شكل موقت، بترشيحه رئيس الوزراء السابق رومانو برودي للرئاسة، بعد فشل جولتي اقتراع في انتخاب المرشّح التوافقي، النقابي والرئيس السابق لمجلس الشيوخ فرانكو ماريني. وعلى رغم أن برودي كان بين أقوى المرشّحين منذ البداية، لكنه واجه معارضة شديدة من غريمه السياسي سيلفيو بيرلوسكوني الذي مُني أمام برودي بهزيمتيه الانتخابيتين الوحيدتين، منذ دخوله السياسة عام 1993. وعكس التوقّعات، طرح سكرتير «الحزب الديموقراطي» بيير لويجي بيرساني أمس ترشيح برودي قبل وقت قصير من بدء جولة الاقتراع الثالثة. وقال في افتتاح جلسة الناخبين البارزين: «أتحمّل المسؤولية باقتراح رومانو برودي مرشحاً للرئاسة». واستُقبل الاقتراح من جميع المشاركين، بتصويت جماعي برفع الأيدي وتصفيق وقوفاً. لكن بيرساني أبدى «مرارة» لعدم «انتهاز فرصة انتخاب شخصية مرموقة» مثل ماريني الذي كان رُشِّح في إطار اتفاق بين ثلاث قوى ممثلة في البرلمان، هي «الحزب الديموقراطي» وحزب «شعب الحريات» بزعامة بيرلوسكوني وكتلة «الخيار المدني، من أجل مونتي» الوسطية. وكانت حركة «5 نجوم» بزعامة الممثل الكوميدي السابق بيبّي غريلّو دعت نواب «الحزب الديموقراطي» إلى انتخاب مرشحها للرئاسة، القانوني ستيفانو رودوتا، إذ اعتبرته رمزاً ل «التغيير». أما بيرلوسكوني فأعرب عن خيبة لعدم حسم انتخاب ماريني، بصفته مرشّحاً توافقياً، مبرّراً ذلك ب «انقسام الحزب الديموقراطي بسبب صراعات داخلية». وأسِف لعدم تشكيل حكومة، بعد «52 يوماً» على الانتخابات النيابية، متسائلاً: «هل يُعقل ذلك في الظروف التي تمر بها بلادنا؟». ودعا بيرلوسكوني أنصاره إلى «الاستعداد»، مرجّحاً تنظيم انتخابات جديدة في حزيران (يونيو) المقبل.