قررت تركيا السماح للولايات المتحدة باستخدام قواعدها الجوية، وخصوصاً قاعدة انجرليك في الجنوب، للتصدي لتنظيم "الدولة الاسلامية"، بحسب ما أعلن امس مسؤول أميركي في وزارة الدفاع. وقال المسؤول، طالباً عدم الكشف عن هويته، إن "تفاصيل استخدام القواعد التركية لضرب تنظيم الدولة الاسلامية ما زالت قيد البحث". ويستخدم سلاح الجو الأميركي منذ زمن طويل، قاعدة انجرليك حيث ينشر حوالى 1500 من عناصره. إلاّ ان الطائرات التي تقوم بعمليات القصف على مواقع تنظيم "الدولة الاسلامية" تنطلق حتى الآن من قواعد الظفرة في الإمارات العربية المتحدة وعلي السالم في الكويت والعديد في قطر حيث مركز العمليات الجوية الأميركي الذي يغطي 20 دولة في المنطقة. وتضم هذه القاعدة الأخيرة مدرجاً طوله 4.5 كلم، وتعد مركزاً لوجستياً مهماً يحتوي على مستودع كبير للذخائر. كما تستخدم الولاياتالمتحدة قاعدة دييغو غارسيا، وهي منطقة بريطانية في المحيط الهندي لقاذفاتها "بي52" و"بي1" و"بي2". وشكر وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل تركيا خلال مكالمة هاتفية مع نظيره التركي عصمت يلمظ "لاستعدادها للمساهمة في جهود الائتلاف" الدولي ضد تنظيم "الدولة الاسلامية"، "ولا سيما لإيوائها وتدريبها عناصر من المعارضة السورية" وفق ناطق باسمه. وأوضح الناطق جيمس كيربي أن هيغل "نوه بخبرة تركيا في هذه المنطقة وبالطريقة المسؤولة التي تتعامل بها مع التحديات الاخرى التي تطرحها عليها مكافحة (تنظيم الدولة الاسلامية) على صعيد اللاجئين وأمن الحدود". وكان رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو، دعا قبل ذلك الى تقديم دعم عسكري "للمعارضة المعتدلة" السورية من اجل قيام "قوة ثالثة" في تركيا تكافح نظام الرئيس بشار الأسد، كما جهاديي "الدولة الاسلامية". ويأتي موقف داود أوغلو في وقت تخضع تركيا لضغوط دولية شديدة لحضها على التدخل في الدفاع عن مدينة عين العرب الكردية السورية (كوباني بالكردية) الواقعة على حدودها والتي تخضع لهجوم من تنظيم "الدولة الاسلامية" من اجل السيطرة عليها. وأجاز البرلمان في 2 تشرين الاول (أكتوبر) الجاري لحكومة داود اوغلو شن عمليات عسكرية ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" في العراق وسورية، غير ان الجيش التركي لم يقم بأي تحرك حتى الآن. وترى تركيا ان غارات التحالف غير كافية وتطالب باقامة منطقة عازلة في شمال سورية، بالتوازي مع منطقة حظر جوي بهدف حماية اللاجئين والمناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية المعتدلة. وباستثناء فرنسا، تلقى بقية حلفاء تركيا هذا المقترح بكثير من التحفظ.