سيطرت قوات المعارضة السورية على مطار عسكري مهم في ريف حمص قرب الحدود مع لبنان، فيما تقدم الجيش النظامي نحو بلدة آبل في المنطقة نفسها. وأرسل الطرفان تعزيزات إلى جوار معسكري وادي الضيف والحامدية في ريف إدلب، في وقت واصل الطيران الحربي شن غارات على مناطق مختلفة مع حصول اشتباكات كان بعضها عنيفاً في حلب شمال البلاد. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن كتائب مقاتلة سيطرت على أجزاء واسعة من مطار الضبعة العسكري في ريف مدينة القصير في حمص. وبثوا فيديو تضمن احتفال المقاتلين بدخول المطار واستحواذهم على كمية كبيرة من الذخائر. وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن «الجيش الحر استولى على طائرتي «ميغ» ودبابتين ومدفعين من عيار 23 ملم وآخر مضاد للطائرات من عيار 57 ملم، وإن الاشتباكات أدت إلى مقتل قائد المطار وجنود». وقال رجل في فيديو وزع من داخل المطار إن «مجاهدي وأبطال القصير يقاتلون اشرس عدو في العالم». وأكد المرصد أن «الجيش الحر» سيطر على المطار «بعد اشتباكات عنيفة استمرت أياماً عدة بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة وعناصر حراسة المطار»، علماً انه يخضع لإدارة الدفاع الجوي منذ العام 2009، بعدما توقفت حركة الطائرات فيه ونقل الطيارون إلى مطار الشعيرات العسكري في حمص أيضاً. وكانت الحكومة تخطط لتحويل المطار إلى مطار مدني، غير أنها جعلت منه بعد اندلاع الثورة مركزاً لتجميع قواتها. واعتبر المرصد انه في حال إتمام السيطرة على المطار الواقع إلى الشمال من مدينة القصير «فذلك يعد هزيمة للقوات النظامية التي تحاول منذ أسابيع فرض سيطرتها على ريف القصير»، حيث تدور اشتباكات عنيفة يشارك فيها، وفق المرصد، مقاتلون من «حزب الله» اللبناني الحليف لدمشق في محاولة لعزل مقاتلي المعارضة في هذه النقطة الأساسية لربط دمشق بالساحل. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن المطار «يمثل أهمية لكون السيطرة الكاملة عليه تمنع تقدم القوات النظامية في ريف القصير، كما يسهل حركة التنقل بين مدينة القصير والقرى التي يسيطر عليها المقاتلون في الريف». وأضاف: «في حال أتم مقاتلو الكتائب السيطرة، يكسرون إمكان فرض الحصار عليهم». في المقابل، قالت مصادر أخرى إن قوات النظام «بسطت سيطرتها الكاملة على بلدة آبل بريف حمص»، مشيرة إلى ملاحقتها مقاتلين في قريتي شنان والشتاية. وقال نشطاء موالون إن الجيش النظامي «انسحب من مطار الضبعة إلى الكتيبة المجاورة» وإن مقاتلي المعارضة لم يجدوا في المطار سوى «دبابات تم تعطيلها في شكل كلي من قبل الجيش (النظامي)» قبل انسحابه، قائلين انهم «يباركون» لقوات النظام سيطرتها على بلدتي التل وآبل في ريف حمص. وكان المرصد أفاد بأن القوات النظامية واللجان الشعبية و»حزب الله» تقدموا في آبل. وفي دمشق، أفاد المرصد بأن مناطق في مدن وبلدات داريا والمعضمية والمقيلبية في ريف دمشق تعرضت امس لقصف القوات النظامية، رافقه اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية في مدينة داريا، ما أدى إلى سقوط قتيلين من المعارضة. وشن الطيران الحربي غارات على المنطقة الجنوبية من المدينة، ترافقت مع اشتباكات عنيفة عند أطراف طريق المتحلق الجنوبي بين دمشق ومطارها الدولي. وسجلت أيضاً اشتباكات في بلدة العتيبة في محاولة من القوات النظامية للسيطرة على البلدة لقطع الطريق على خطوط إمداد «الجيش الحر» في الغوطة الشرقية. ودارت اشتباكات أيضاً في بلدة بيت سحم على طريق مطار دمشق الدولي، في حين سقطت قذائف على مدينة التل شمال العاصمة، في مقابل تجدد القتال في جنوبها باتجاه هضبة الجولان مع سقوط قذائف على مخيم اليرموك في الطرف الجنوبيلدمشق. وطاول القصف المدفعي مناطق في حي جوبر والمنطقة الصناعية في حي القابون جنوب العاصمة وشرقها. وفي محافظة إدلب في شمال غربي البلاد، أفاد المرصد السوري بأن رتلاً للقوات النظامية مؤلفاً من 8 دبابات و4 ناقلات جند و6 سيارات مصفحة وسيارتين عسكريتين محملتين بجنود القوات النظامية توجه امس من حاجز الخزانات في مدينة خان شيخون إلى بلدة بابولين شرق بلدة حيش في الطرف الشرقي من الطريق الدولي بين حماه في وسط البلاد وحلب شمالاً. وترافق ذلك مع وصول خمس آليات عسكرية من الحواجز المحيطة بالطريق الدولي إلى بلدة بابولين في محاولة من القوات النظامية لفرض سيطرتها على المنطقة الواقعة بين بلدتي التح وبابولين واقتحام الأولى، بهدف إحكام السيطرة على الطريق الواصل بين مدينة خان شيخون ومعسكري وادي الضيف والحامدية. وقالت مصادر محلية إن عدداً كبيراً من الحواجز العسكرية نشر بين خان شيخون ووادي الضيف، وضم كل حاجز راجمات صواريخ ودبابات. وجاء ذلك بعد كسر قوات النظام الحصار على المعسكرين قبل نحو أسبوع، ورد المعارضة بصد تقدمها غرباً. وقام عضو قيادة «الجيش الحر» العقيد قاسم سعد الدين امس بزيارة مواقع تحاصر قوات النظام. وأظهر فيديو تعرض موقعه إلى قصف من قوات النظام خلال زيارته إلى إحدى نقاط المراقبة. وكانت اشتباكات عنيفة بين الجانبين ليل أول من امس أسفرت عن إعطاب دبابة للجيش النظامي في معسكر الحامدية وسقوط قتلى من الطرفين. وأعلن المرصد أن بلدة حيش تعرضت امس لقصف مدفعي ترافق مع تحليق للطيران المروحي في سماء جبل الزاوية. وفي ريف حماه جنوبي هذين المعسكرين، طاول القصف بلدة طيبة الأمام. كما نفذت القوات النظامية حملة دهم واعتقال عشوائي في بلدة خطاب. وفي حلب شمالاً، اشتبكت قوات المعارضة مع الجيش النظامي عند أطراف أحياء الصاخور وسليمان الحلبي والعامرية، ما أدى إلى سقوط قتلى. كما تعرضت بلدة دير جمال في ريف حلب لقصف القوات النظامية، وفق المرصد. وكانت المعارضة أعلنت سقوط قتلى وجرحى نتيجة إطلاق النظام صاروخ سكود على مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي. وأضاف المرصد أن حيي الصناعة والمطار القديم في دير الزور شمال شرقي البلاد، تعرضا لقصف بمدافع الهاون، وقتل مواطنون لدى تعرض بلدة البوليل في ريف دير الزور لقصف القوات النظامية. وفي شرق المدينة باتجاه الحدود مع العراق، اعلن نشطاء المعارضة عن تجدد الغارات الجوية على محيط الفرقة 17 في الرقة والتي تحاصرها المعارضة منذ مطلع الشهر الماضي.