تضاربت أنباء أمس، عن «رسالة» جديدة سلّمها الزعيم المعتقل لحزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان، لوفد نيابي كردي زاره في سجنه في جزيرة إمرالي، تتصل بانسحاب مسلحي الحزب من تركيا إلى شمال العراق، في إطار خطة سلام أبرمها أوجلان مع الاستخبارات التركية، لتسوية القضية الكردية. وتواجه تلك المسألة عراقيل، إذ يرفض الجناح العسكري ل «الكردستاني» تنفيذ بند الانسحاب، إلا بعد ترتيبات قانونية للبرلمان التركي، تنظّم العملية وتقدّم ضمانات بعدم ملاحقة المنسحبين، مذكراً بتجربة الحزب لدى تنفيذه أمراً أصدره أوجلان بالانسحاب، بعد اعتقاله عام 1999، إذ قتل الجيش التركي واعتقل عشرات منهم. وأوردت صحيفة «يني شفق» الإسلامية أن أوجلان أبلغ الوفد من «حزب السلام والديموقراطية» الكردي، والذي ضم أربعة نواب، أن على المسلحين الانسحاب «من دون أسلحة»، اعتباراً من 18 الشهر الجاري، وأن يُسمح للاستخبارات التركية بتتبّع عملية الانسحاب وتسهيلها، من خلال فتح مكاتب لها في شمال العراق ومتابعة أخبار المنسحبين ومراقبتهم، بالتنسيق مع حكومة إقليم كردستان العراق. ولم تتطرق «الرسالة» مباشرة إلى تحفظات الجناح العسكري ل «الكردستاني»، لكنها طلبت من «الجميع» المساهمة في تنفيذ خطة التسوية التي اقترحها أوجلان. لكن رئيس «حزب السلام والديموقراطية» صلاح الدين دميرطاش الذي شارك في اللقاء مع أوجلان، قال إن الأخير أعدّ رسالة حول المسألة، ولكن لم يسلّم أي رسالة. وأضاف: «أوجلان لم يسلّم رسالة واضحة تتصل بالانسحاب، خلال زيارتنا، ولم يسلّمنا رسالة». واستدرك: «مع ذلك، قال لنا إنه أعدّ رسالة في هذا الصدد، وإنها ستصل إلينا خلال يوم أو اثنين. وقال إن التفاصيل مذكورة في الرسالة». ورجّح دميرطاش توجيه ردّ على الرسالة، إلى إمرالي في غضون أسبوع، وتوقّع أن تتّضح الأسبوع المقبل، تطورات حول انسحاب مسلحي «الكردستاني» من تركيا إلى شمال العراق. في غضون ذلك، احتفل أكثر من 20 ألف شخص بعيد الميلاد الرابع والستين لأوجلان، في إقليم سانلورفا مسقط رأسه جنوب شرقي تركيا. ورقص أنصار زعيم «الكردستاني»، مطلقين ألعاباً نارية، وهم يهتفون: «الحرية لأوجلان»، من دون تدخل أجهزة الأمن التركية، عكس السنوات الماضية. وتُلِيت أمام الحشد رسالة وجّهها أوجلان من سجنه، ورد فيها: «فرصة إحلال سلام مشرّف أصبحت واقعية الآن أكثر من أي وقت. أدعو كل من يقول إنه شريف، سواء كان ثرياً أم فقيراً، ذكراً أم أنثى، صغيراً أم كبيراً، إلى الامتثال لهذه العملية وتطويرها». وتحدّث عن «نهضة» أكراد تركيا، قائلاً: «على الجميع أن يعرفوا أن حياة جديدة توهب لنا. آمل بألا تُراق أي قطرة دم خلال هذه العملية». وأعلنت الحكومة التركية نيتها إنشاء هيئة برلمانية لمتابعة تنفيذ خطة السلام، لكن حزبي «الشعب الجمهوري» الأتاتوركي و «الحركة القومية» المعارضَين، رفضا المشاركة فيها، وجددا رفضهما احتكار رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان مسيرة التسوية مع «الكردستاني».