كشفت مصادر في «حزب السلام والديموقراطية» الكردي، تفاصيل محدودة عن زيارة وفد برلماني كردي السبت لزعيم «حزب العمال الكردستاني» عبدالله أوجلان في سجنه في جزيرة إمرالي، والتي استمرت ست ساعات. وقالت بيرفين بولدان التي شاركت في الزيارة، إن أوجلان يعتبر أن تركيا تعيش الآن «مرحلة تاريخية مهمة»، وأن المهم الآن «بناء جسور الثقة بين الأكراد والحكومة. وعلى كل الأطراف أن يكونوا حذرين وحساسين». وأشار إلى أن الحكومة و «الكردستاني» يحتجزان «أسرى، ويجب معاملتهم في شكل حسن، وإطلاقهم قريباً». ورفضت بيرفين الإجابة عن أي سؤال، وطلبت من الصحافيين الانتظار أياماً، ليروا نتائج الزيارة. وقالت مصادر في «حزب السلام والديموقراطية» ل «الحياة»، إن كلام أوجلان أثبت «جدية مسيرة السلام التي يُفترض أن تنتهي بتسوية جذرية وسلمية للقضية الكردية»، مشيرة إلى أن «الخطوات الأولى ستكون رمزية، لبناء الثقة»، وبينها احتمال إفراج «الكردستاني» قريباً عن خمسة أسرى، في بادرة حسن نية. يتبع ذلك إقرار البرلمان التركي إصلاحات دستورية في القضاء، تؤدي إلى إطلاق عشرات السجناء السياسيين الأكراد. بعد ذلك سيُعلِن «الكردستاني» وقفاً للنار في عيد «النوروز» الكردي في آذار (مارس) المقبل، ليبدأ انسحاب تدريجي لأعضائه من تركيا، في إطار ما اتُفِق على تسميته «خطة الخطوة في مقابل خطوة». وأشار المصدر إلى أن أوجلان مصمم على الإمساك بزمام الأمور، وتحديد المراحل المتصلة بفريقه وحزبه، وأن يكون الطرف المباشر في المفاوضات ومسيرة السلام. وأضاف أن زعيم «الكردستاني» بدأ درس دساتير أوروبية ومسودة الدستور التي اقترحها حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا، للخروج بأفضل صيغة دستورية تؤمن تسوية ترضي الأكراد ولا تؤثر في وحدة تراب تركيا. في المقابل، أبدى رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أمله بأن يجنح «الكردستاني» نحو السلام ويلقي سلاحه، لبدء «مسيرة تاريخية حقيقية» في تركيا، مؤكداً أن حكومته «مستعدة لفعل كل ما يلزم، لتحقيق السلام، ولو أدى ذلك إلى المجازفة بالمستقبل السياسي» للحزب الحاكم.