قتل أمس قائد شرطة محافظة الأنبار، اللواء الركن أحمد صداك الدليمي، بانفجار عبوة ناسفة قرب الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار غرب بغداد، حيث تدور معارك ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، ما يعني انحسار نفوذ الحكومة العراقية في المحافظة يوماً بعد يوم. وكان وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل قال في تصريح من العاصمة التشيلية قبل ساعات من مقتل قائد شرطة الأنبار إن «محافظة الأنبار في مأزق، ونحن نعلم بذلك». ومع مقتل قائد شرطة الأنبار خسرت الحكومة حليفاً مهماً في هذه المحافظة التي يشن فيها «داعش» هجوماً على الرمادي من ثلاثة محاور. وقال ضابط رفيع في قيادة عمليات الأنبار ل «الحياة» إن «قائد الشرطة قتل بانفجار عبوة ناسفة استهدفت الرتل الذي يقله شمال مدينة الرمادي حيث تجرى اشتباكات بين قوات الجيش وعناصر من داعش». وأوضح أن «داعش يسعى في شكل يومي لإحداث خرق في مدينة الرمادي عبر منفذها الشمالي بعد سيطرته على أجزاء واسعة من منطقة البو ريشة التابعة لزعيم الصحوة في المحافظة». ولفت إلى أن اشتباكات جرت أمس في منطقة طوي المجاورة لمنطقة البو ريشة، وفيها قُتل قائد الشرطة. ويعتبر أحمد صداك الدليمي من أهم القادة الأمنيين لدى الحكومة المركزية، ويتمتع بقبول من العشائر والوجهاء في المحافظة بسبب سمعته الجيدة بين السكان، وكان من بين قادة الجيش السابق قبل 2003. وتسلم الدليمي مهمات عمله كقائد للشرطة في تموز (يوليو) الماضي خلفاً للواء الركن إسماعيل المحلاوي المثير للجدل وسبقه اللواء هادي رزيج الذي تم تنحيته من قبل مجلس المحافظة. وبدأ الدليمي عمله بتشكيل أفواج طوارئ من سكان الأنبار، وأشرف على اختيارهم بنفسه. ونعت وزارة الداخلية مقتل الدليمي، وقالت في بيان إنه «قاد أغلب عمليات تحرير مناطق المحافظة من عصابات داعش الإرهابية المجرمة وكبدها خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات». وأعلنت الحكومة «تعيين العميد صباح محمد مديراً لشرطة الأنبار بالوكالة لقيادة الشرطة خلفاً للدليمي». وجاء مقتل الدليمي في وقت غير مناسب للأنبار التي تواجه خطة من قبل تنظيم «داعش» لإخراجها المحافظة كلياً من سلطة الحكومة المركزية. وبالفعل نجح التنظيم الأسبوع الماضي في زيادة نفوذه في الحافظة عبر سيطرته على قضاء بلدة هيت وبلدات مجاورة لها. واتهم محمد السجري، أحد قادة «الصحوة» في الرمادي، في اتصال مع «الحياة»، قوات الجيش ب «التباطؤ في تنفيذ العمليات العسكرية»، مشيراً إلى أن «قائد الشرطة الشهيد طالما انتقد قوات الجيش لعدم تسليحها العشائر والشرطة المحلية وضعف نشاطها». وأضاف: «بعد سقوط قضاء هيت بيد داعش أبلغت الحكومة في بغداد قوات الجيش والشرطة والعشائر والصحوات بوجود خطة لاقتحام القضاء وطرد داعش، ووصلت قبل يومين كامل التعزيزات ولكن تفاجئنا بعدم وجود أمر بالهجوم، ما سمح لداعش بالتمدد إلى أطراف الرمادي الشمالية والغربية». ولفت إلى أن «الرمادي تواجه حالياً هجوماً من ثلاثة محاور عبر حدود المدينة الشمالية والغربية»، قائلاً إن «القوات الأمنية تنتظر تعزيزات عسكرية لصد الهجوم». وكشف أيضاً أن «اللواء أحمد الدليمي أبلغ الحكومة قبل اسبوعين، بعد النجاح الذي حققته القوات الأمنية والعشائر في قضاء حديثة، بضرورة شن هجوم سريع على باقي المدن التي يسيطر عليها «داعش» لاستثمار حالة الفزع لدى التنظيم، لكن لم يتم التفاعل معها من قبل قيادة عمليات الأنبار». وأعلن عدد من العشائر في الرمادي وأطرافها النفير العام، بعد ساعات على إعلان حظر التجوال في المدينة في أعقاب حادثة مقتل قائد الشرطة. وقال أحمد الجميلي، أحد شيوخ عشائر المحافظة، ل «الحياة» إن «خروج المئات من أبناء الرمادي حزناً على مقتل الدليمي يعكس سخط السكان على داعش». وفي محافظة صلاح الدين أفادت مصادر أمنية عن وصول مستشارين أميركين إلى مدينة تكريت حيث يتواجد الآف من عناصر الجيش العراقي والمتطوعين من لجان الحشد الشعبي، إضافة إلى وصول مستشارين إلى مصفاة بيجي النفطية التي يسيطر عليها الجيش. كما أكد وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل أن «الجيش الأميركي سيواصل مساعدته للقوات العراقية من خلال الضربات الجوية والمساعدات اللوجستية والمستشارين العسكريين».