فيما سيطر تنظيم "داعش" أمس على منطقة قريبة من قضاء هيت غربي محافظة الأنبار بعد معارك عنيفة اندلعت مع قوات الجيش العراقي ومقاتلي العشائر المساندة لها، أعلنت بعثة الأممالمتحدة في العراق "يونامي"، عن مقتل وإصابة أكثر من ثلاثة آلاف عراقي جراء أعمال العنف والإرهاب التي شهدتها البلاد في شهر سبتمبر الماضي. وذكر تقرير صادر عن البعثة، أنه قتل ما مجموعه 1119 عراقياً على الأقل، وجُرح 1946 آخرين جراء أعمال الإرهاب والعنف التي حدثت في شهر سبتمبر، موضحا أن عدد المدنيين الذين قتلوا 854 "بمن فيهم 79 من أفراد الشرطة المدنية"، بينما أُصيب 1604 مدنيين، "بمن فيهم 84 من أفراد الشرطة المدنية".وأضاف التقرير أنه "قُتل 265 وجُرح 342 من أفراد قوات الأمن العراقية، بمن فيهم البيشمركة وقوات العمليات الخاصة (سوات) والميليشيات التي تقاتل إلى جانب الجيش العراقي". وتابع أنه "باستثناء محافظة الأنبار، كانت بغداد هي المحافظة الأكثر تضرراً حيث شهدت خسائر بين صفوف المدنيين بلغت 1335 منها 352 قتيلا و983 جريحا، تليها محافظة صلاح الدين "298 قتيلا و383 جريحا"، وكركوك "59 قتيلا و51 جريحا"، ثم ديالى "36 قتيلا و71 جريحا" وأخيراً نينوى "75 قتيلا و16 جريحا". وأشار التقرير إلى الانتهاكات التي قام بها "داعش" والهجمات ضد المدنيين والبنى التحتية المدنية والإعدامات والاغتيالات والخطف وأشكال العنف ضد النساء والأطفال والتجنيد القسري للأطفال وتدمير وتدنيس دور العبادة والميراث الثقافي المهم ونهب الممتلكات. وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق "نيكولاي ملادينوف": "إن المعلومات الواردة في التقرير مخيفة وأن هناك فظائع أخرى لم ترد في التقرير حيث لم تنته البعثة من التحقيق فيها". وكانت هجمات تنظيم "داعش" أمس، قد أسفرت عن سيطرة التنظيم على قضاء هيت غربي محافظة الأنبار، فيما رد الطيران الحربي بغارات جوية على مواقع التنظيم. وقال مدير شرطة محافظة الأنبار اللواء أحمد الدليمي ل"الوطن": "إن عناصر من التنظيم لاتزال تفرض سيطرتها على منطقة الزنكورة شمال غربي المحافظة، وأن القوات الأمنية تمكنت من صد هجوم استهدف معسكر موقع الرمادي القديم بعد سيطرة المسلحين على أحد الأبراج فيه"، مبينا أن "تعزيزات عسكرية قتالية وصلت إلى المحافظة قادمة من العاصمة بغداد في إطار الاستعدادات لفك الحصار عن الجنود المحاصرين في مدينة الرمادي وستدعم العمليات القتالية التي تنفذها قيادة عمليات الأنبار بإسناد من عناصر الشرطة وأبناء العشائر".وأشارت مصادر محلية في الأنبار إلى قيام تنظيم "داعش" بمحاصرة 240 من عناصر الجيش العراقي بين منطقتين، شمالي الرمادي، منذ ثلاثة أيام، مطالبة القادة الأمنيين بالتحرك بأسرع وقت لفك الحصارعنهم. ومن جانبه، قال عضو مجلس محافظة الأنبار صهيب الراوي ل"الوطن": "إن 3 سيارات مفخخة يقودها انتحاريون انفجرت أمس، وأن السيارة الأولى استهدفت نقطة تفتيش مشتركة عند المدخل الغربي لقضاء هيت، والثانية انفجرت عند المدخل الشرقي للقضاء والثالثة استهدفت نقطة تفتيش أمنية قرب مبنى قائم مقامية القضاء. وأشارت مصادر أمنية إلى مقتل 17 عنصرا من قوات الأمن العراقية بينهم ضابط برتبة عقيد في قوات النخبة و40 عنصرا من تنظيم "داعش" خلال التفجيرات. وأكد قائم مقام القضاء مهند مزبار في تصريح صحفي، أن "القوات الأمنية لم تسلم أي مركز أمني لتنظيم داعش"، مشيرا إلى أنه "تم التصدي للإرهابيين بكل قوة من قبل قوات الجيش والشرطة". من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع إن القوات العراقية مدعومة بمقاتلين متطوعين استعادت أمس السيطرة على ثلاثين قرية في محافظة ديالى شرق بغداد.