واصل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الضغط على محافظة الأنبار واستطاع أمس السيطرة على ناحية «كبيسة» التابعة إلى قضاء هيت بعد يوم على هجوم شنه التنظيم على مركز القضاء، وسط انتقادات مسؤولين محليين لغياب القصف الجوي الأميركي. وأفاد مصدر أمني في قيادة عمليات الأنبار «الحياة» بأن «داعش» اقتحم صباح أمس ناحية كبيسة وسيطر عليها من دون قتال بعد انسحاب قوات الشرطة وباقي التشكيلات الأمنية. وأوضح أن «داعش استغل التحشيدات العسكرية من قوات الفرقتين الأولى والسابعة وقوات من الصحوة الجارية في مركز قضاء هيت بهدف شن هجوم على مناطق سيطر عليها التنظيم غرب القضاء أول من أمس، وقام بالالتفاف على جنوب القضاء والسيطرة على كبيسة التي تبعد 20 كلم عن مركز القضاء». وأشار إلى أن «طيران الجيش الذي بدا مساء أول من أمس طلعات جوية غرب هيت لتوفير غطاء جوي لعملية عسكرية على معاقل داعش، تعرض لنيران كثيفة من قبل المسلحين أجبرته على الانسحاب». وأكد أن «الطيران الجوي الأميركي والدولي كان غائباً في مناطق هيت والرمادي خلال اليومين الماضيين». وجاءت هجمات «داعش» على هيت وكبيسة بالتزامن مع اجتماعات عقدها مسؤولون أميركيون مع قيادات في محافظة الأنبار في بغداد للتنسيق في شأن الحرب مع «داعش». وقال مسؤول في مجلس محافظة الأنبار ل «الحياة» إن «الاجتماع تناول كيفية إيجاد تحالف عشائري وقبلي لمواجهة داعش في المحافظة». وأشار إلى أن «وفد مسؤولي الأنبار أبلغوا أحد المسؤولين الأميركيين تذمرهم من قلة حجم وفاعلية القصف الجوي الأميركي ضد معاقل داعش في الأنبار مقارنة بالطلعات الجوية المكثفة في الموصل وأطرافها شمال البلاد». إلى ذلك قال مدير شرطة محافظة الأنبار اللواء أحمد صداك الدليمي أمس أن تطهير المحافظة من تنظيم «داعش» ستطول، ووصف المعارك مع التنظيم ب «شبه نظامية». وقال الدليمي خلال مؤتمر صحافي عقده في الأنبار أمس إن «مدة تحرير محافظة الأنبار من تنظيم داعش ستطول لأن هناك تعزيزات كبيرة جداً تصله، وبخاصة من محافظتي نينوى وصلاح الدين». ولفت إلى أن «الحرب ضد التنظيم أصبحت شبه نظامية لأنه يمتلك منظومة إدارة ومراكز قيادة وسيطرة ومستشفيات لعلاج جرحاه، فضلاً عن إمكانيته في الحصول على المعلومات وبث الإشاعة». وأضاف الدليمي أن «الشيء الوحيد الذي يسرع عملية طرد داعش خارج الأنبار هو قطع خطوط مواصلاته ومنع تعزيزاته من الوصول إلى المحافظة»، ولفت إلى أن «ذلك بحاجة إلى جهد جوي كبير له القابلية على ضرب الخطوط وتدمير التعزيزات قبل وصولها». وأضاف: «كانت لدينا خطط لاستعادة جامعة الأنبار وعدد من المناطق التي يسيطر عليها داعش، لكن ظهور التنظيم في جبهات أخرى أدى إلى تأخير تنفيذ تلك الخطط». وتابع أن «على وزارتي التربية والتعليم العالي تهيئة أماكن في محافظات أخرى لطلبة الأنبار»، مؤكداً أن «الجامعات والمدارس لن تفتح حتى وإن تم تحريرها من داعش لأنها تحتاج إلى إعادة تأهيل». وشهدت مدينة الرمادي مركز الأنبار إجراءات أمنية مشددة انعكست على قلة حركة الأهالي في المدينة بعد يوم على هجوم شنه تنظيم داعش على ثكنة عسكرية غرب المدينة. وفي الفلوجة شرق الرمادي قالت مصادر أمنية إن اشتباكات جرت بين مسلحين وأرتال عسكرية قادمة من بغداد باتجاه الرمادي، وأوضح أن الاشتباكات جرت على الطريق السريع الرابط بين بغداد والفلوجة.