أكد المدير التنفيذي لشركة الخطوط الحديدية السعودية (سار) الدكتور رميح الرميح أن الشركة بدأت تقديم خدمات النقل لعدد من الشركات الكبرى في المملكة، مثل شركة أرامكو السعودية، كما تناقش الشركة تقديم خدمات النقل لعدد آخر من الشركات مثل شركة سابك وشركات الأسمنت. وقال الرميح في حوار إلى «الحياة» إن الشركة تخطط لزيادة عربات قطار التعدين لنقل الفوسفات من منجم حزم الجلاميد إلى رأس الخير، إذ بدأ تشغيل القطار بأربع عربات وحمولة 200 طن، ثم تمت زيادتها حتى وصلنا حالياً إلى 12 ألف طن لقطار يضم قاطرتين و120 عربة، ونستهدف زيادة العدد مستقبلاً إلى 150 عربة للقطار الواحد، وسيكون أسطول الشركة المكون من 524 عربة كافياً لنقل 5 ملايين طن من الفوسفات سنوياً. وأضاف أنه يتم العمل حالياً على خط نقل الركاب والبضائع الممتد من العاصمة الرياض حتى القريات في منطقة الحدود الشمالية، مروراً بكل من المجمعة والقصيم وحائل والجوف، مع وصلة لمزارع البسيطا بخطى سريعة لإنجاز تنفيذه بكامل الأجزاء والمرافق التابعة له، إذ سيشتمل هذا الخط على تسع محطات لنقل البضائع. وإلى نص الحوار: تحدثتم سابقاً عن ربط ميناء الجبيل بالدمام بمشروع قطار (الشمال - الجنوب)، هل تم طرح المشروع، وما الكلفة المتوقعه لتنفيذه؟ - المشروع عبارة عن خط حديد بطول 115 كيلومتراً، وقمنا بطرح المناقصة الخاصة بتصميمه وإنشائه قبل مدة، ويجري العمل حالياً على تقويم العروض من الناحيتين الفنية والمالية، وستكون مدة تنفيذه 33 شهراً، أما في ما يتعلق بالكلفة فسيتم الإعلان عنها مباشرة عند ترسية المشروع. ما مدى إقبال الشركات على الاستفادة من خدمات الشركة في النقل؟ - لا شك في أن أحد أهم عوائد مشاريع الخطوط الحديدية يتمثل في تقديم الدعم اللوجيستي للقطاع الصناعي بمختلف مجالاته، من خلال توفير وسيلة نقل ذات كفاءة وموثوقية عالية تواكب حاجاته، بهدف نقل منتجاته بطرق أكثر أماناً، وتوفر في الوقت ذاته خفضاً كبيراً في التكاليف، وبسبب النجاح الذي حققته الشركة في نقل الفوسفات منذ تشغيل خط نقله في آيار (مايو) 2011، تجاوزت الكميات المنقولة حاجز المليوني طن، بطاقة استيعابية تبلغ حالياً 12 ألف طن للرحلة الواحدة، بما يوازي حمولة 480 شاحنة. وقمنا بالعديد من الاتصالات مع الشركات والقطاعات لنقل منتجاتها لمختلف المناطق التي تغطيها شبكة «سار»، ونجحنا في توقيع اتفاق مع شركة «صدارة» لنقل 26 منتجاً لها من مجمعاتها الصناعية، واتفاق آخر مع شركة أرامكو السعودية لنقل منتجات مصفاة «ساتورب» الجاري إنشاؤها حالياً إلى محطات التوزيع التابعة لشركة أرامكو، في كل من الجوف وطريف شمال المملكة، إضافة إلى مناقشات تجرى مع عدد من الشركات، من أبرزها شركة سابك، وشركة المراعي، وشركات أسمنت. في ظل كفاءة الخطوط الحديدية في نقل البضائع، هل سيكون ل«سار» دور في نقل المنتجات الزراعية؟ وهل هناك إقبال من الشركات الزراعية للاستفادة من خدمات الشركة في النقل؟ - بالنظر إلى القطاع الزراعي الذي يقع ضمن الشبكة التي تغطيها الشركة، نجد أن المشاريع الزراعية تتركز بشكل كبير على خط الركاب والبضائع الممتد من العاصمة الرياض حتى القريات في منطقة الحدود الشمالية، مروراً بكل من المجمعة والقصيم وحائل والجوف مع وصلة لمزارع البسيطا، ونعمل حالياً بخطى سريعة لإنجاز تنفيذ الخط بكامل الأجزاء والمرافق التابعة له، إذ سيشتمل الخط على تسع محطات لنقل البضائع، ونقوم حالياً بالتواصل مع مجموعة من الشركات. هل تم اختبار قطارات الركاب، وما أبرز المحطات التي سيبدأ العمل فيها؟ - وقّعنا في آذار (مارس) العام الماضي عقداً مع شركة «كاف» لتصميم وتصنيع وتوريد خمسة قطارات للركاب، خلال عامين من تاريخ التوقيع، وحرصنا عند وضع المواصفات الخاصة بهذه القطارات أن تستوفي المواصفات العالمية، لمنح كل راكب أعلى درجات الراحة والرفاهية من حيث رحابة وسعة المساحة المخصصة لكل راكب وجودة وراحة المقاعد، إضافة إلى تعدد الخدمات المقدمة على متن رحلاتها بفئتيها، (درجة الأعمال، والدرجة الاقتصادية)، أما في الرحلات الطويلة كالتي تمتد من الرياض إلى القريات مروراً بالجوف، فتوجد بها مقصورات مخصصة للنوم. كما حرصنا أن تلبي خدمات القطارات حاجة العائلة بالكامل، إذ تم تزويد بعض المقاعد بفواصل لتوفير الخصوصية للعائلات، وكذلك أماكن مخصصة لأداء الصلاة وأخرى ترفيهية للأطفال، إضافة إلى تزويد كل عربة بدورتي مياه، ومرافق لذوي الاحتياجات الخاصة. ولمواكبة تطور خدمات النقل على مستوى العالم، عملنا على توفير خدمات أخرى مثل الإنترنت والبث اللاسلكي وأحدث الأنظمة الترفيهية السمعية والمرئية عن طريق شاشات صغيرة للمقاعد وأخرى كبيرة للممرات، تقوم بعرض معلومات الرحلة واسم المحطة التالية وتحديد اتجاه القبلة. كما تم تخصيص عربة في منتصف القطار لتقديم جميع الخدمات التموينية للمسافرين من الوجبات، ومن أهم المميزات التي حرصنا على توفيرها تخصيص عربات لشحن السيارات، ما يتيح الخيار للمسافر بشحن السيارة وتسلمها عند محطة الوصول. أما في ما يتعلق بموعد تشغيل هذا الخط، فإن الشركة أكملت أكثر من 80 في المئة من إنشاء خط الحديد، ولم يتبق سوى جزأين، الأول بطول 60 كيلومتراً على مشارف الرياض، والآخر بطول 155 كيلومتراً بين منطقتي القصيم وحائل، كما أن العمل جارٍ بحسب الجدول الزمني المستهدف لإنهاء بقية المرافق من محطات الركاب والبضائع ومراكز إشارة وتحكم، إضافة إلى ورش الصيانة الأولية والورشة الرئيسة بالنعيرية. هل هناك خطط لدى الشركة لزيادة عربات نقل الفوسفات من منجم حزم الجلاميد إلى رأس الخير؟ - تشغيل قطار الفوسفات كان بشكل تدريجي، إذ بدأنا من خلاله بأربع عربات وحمولة 200 طن، ثم تمت زيادتها بشكل مطرد لرفع الطاقة التشغيلية للقطار حتى وصلنا حالياً إلى 12 ألف طن لقطار يضم قاطرتين و120 عربة، ونستهدف زيادة العدد مستقبلاً إلى 150 عربة للقطار الواحد، وسيكون أسطول الشركة المكون من 524 عربة كافياً لنقل 5 ملايين طن من الفوسفات سنوياً. إلى أين وصل العمل في مشروع الجسر البري الرابط بين مدينة الرياض ومدينة جدة؟ ومتى سيتم تشغيله؟ - قمنا بترسية أعمال استشاري إدارة المشروع ضمن عقد تبلغ مدته 84 شهراً، ويعمل حالياً قطاع المشاريع بالشركة على تقويم عروض عمل تصاميم مسار خط الحديد للشركات والتحالفات المتقدمة للمشروع، وسيتم الإعلان عن ترسيتها قريباً. هل تلقت الشركة شكاوى من المواطنين، خصوصاً الذين يعيشون بالقرب من خطوط الحديد التابعة للشركة؟ - في الحقيقة لا تخلو الأعمال الإنشائية العملاقة لمثل هذه البنى التحتية من التسبب - إلى حد ما - في بعض الصعوبات والعوائق لبعض المقيمين والعاملين حولها، وهذه بطبيعة الحال تعد من التكاليف المترتبة على إيجاد هذه البنى والاستفادة من عوائدها للفرد والمجتمع، ولقينا دعماً وتشجيعاً كبيراً من كل الجهات الحكومية، إضافة إلى المواطنين، وعملت الشركة على عدم تقاطع أي من خطوطها مع الطرق العامة، وأوجدت العديد من الجسور المخصصة للعبور على طول امتداد الخط، ما ساعد في توفير وسائل عبور آمنة بالنسبة إلى المواطنين، إضافة إلى جسور أخرى خاصة لعبور الجمال والماشية، ويبلغ إجمالي الجسور التي تم إنشاؤها إضافة إلى الجسور فوق الأودية حتى الآن 147 جسراً. كم تبلغ كلفة الرحلة من الرياض إلى جدة؟ وهل هناك محطات سيتوقف فيها القطار بين الرياض وجدة؟ - كما ذكرت سابقاً هناك درجتان لقطار الركاب، وستقوم الشركة بالتعاون مع هيئة الخطوط الحديدية ووزارة المالية بدرس آلية أسعار التذاكر لمختلف الدرجات، فكما يعرف الكثير أن غالبية مشاريع قطارات الركاب على مستوى العالم لا تهدف إلى تحقيق أرباح، بل تطوير صناعة الخدمات وتوفير حلول نقل للمسافرين، وسنعمل على تحقيق موازنة بين أن تكون قيمة هذه التذاكر في متناول الجميع من جهة، وأن تتمكن الشركة من جهة أخرى من إحراز اعتمادية ذاتية لمواصلة تقديم خدماتها وتطويرها في المستقبل. والمحطات التي ستقام ضمن مشروع الجسر البري من حيث العدد والمواقع هي قيد الدرس والتحليل مع الاستشاري، وسيتم الإعلان عنها في وقت لاحق عند الانتهاء من تصميم المسار والمرافق التابعة للمشروع من استشاري التصاميم. هل ستقوم الشركة بتشغيل محطات الركاب، أم سيتم طرح التشغيل للمنافسة؟ - الأهداف التي أسست الشركة من أجلها هي إنشاء بنية تحتية لخطوط الحديد في المملكة وتشغيلها بما يشمل بالتأكيد محطات الركاب، وبطبيعة الحال فإن الشركة تستهدف الاستعانة بمشغل عالمي متخصص في هذا المجال سواء في ما يتعلق بقطارات الركاب أم المحطات. هل تواجه الشركة مشكلات في تطبيق برنامج «نطاقات»، وقرار رسوم العمل بدفع 2400 ريال سنوياً للعمالة الوافدة؟ وكم تبلغ نسبة السعودة في الشركة؟ - قضية السعودة كانت ولا تزال من أهم أهداف الشركة، كما أنها كانت من التحديات التي مررنا بها، على اعتبار أن صناعة خطوط الحديد بهذ الحجم تعد حديثة نسبياً في المملكة، ولم تتوافر عند بداية إنشاء الشركة كفاءات وطنية ذات خبرة، الأمر الذي دفعنا إلى استقطاب كفاءات أجنبية ذات خبرات واسعة في هذه الصناعة للاستفادة منها في تنفيذ مشاريع الشركة في وقت قياسي، والعمل في الوقت ذاته على توظيف عدد كبير من المهندسين السعوديين حديثي التخرج ودمجهم للعمل مع تلك الخبرات الأجنبية ضمن فرق عمل واحدة، بما يحقق نقل هذه التقنية لهم، وإكسابهم الخبرة من خلال الاحتكاك وممارسة العمل الميداني، إلى جانب تدريبهم في عدد من الدول المتقدمة في هذه الصناعة مثل ألمانيا وأميركا وكندا والصين وفرنسا، ما نتج منه رفع كبير لنسبة السعودة بشكل تدريجي. ووضعنا جيد بالنسبة إلى برنامج «نطاقات»، وسنواصل العمل حتى نحقق الاكتفاء بكوادرنا الوطنية. وعند إعداد الدراسات الخاصة بمشاريع الخطوط الحديدية استهدفت الدولة الاستفادة منها في توفير فرص عمل حقيقية للشباب السعودي في مجموعة من المجالات الفنية والإدارية، ونأخذ على عاتقنا تحقيق هذا الهدف، وأبرمنا مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني اتفاق تعاون استراتيجي لإنشاء معهد عالٍ متخصص يتولى توفير مخرجات مؤهلة لهذه الصناعة، بحيث يقوم صندوق تنمية الموارد البشرية بالمشاركة في دعم هذا المشروع.