وقعت الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) عقد تشغيل سكة الحديد التي تربط رأس الزور بالزبيرة وحزم الجلاميد مع شركة رايتس RITES الهندية، والتي تعد من الشركات المتخصصة في نقل المعادن في الهند والعديد من الدول في أفريقيا وآسيا. وأوضح نائب الرئيس التنفيذي في «سار» الدكتور رميح بن محمد الرميح أن عقد التشغيل يمتد من الفترة الحالية حتى نهاية 2013، وذلك لتشغيل خط التعدين المخصص لنقل خام الفوسفات من حزم الجلاميد إلى مناطق التصنيع في رأس الزور، ونقل خام البوكسايت من الزبيرة الى رأس الزور، إذ من المتوقع أن يتم تشغيل هذا الخط بنهاية العام الحالي. أما عن خط الركاب الذي يصل الرياض بالحديثة مروراً بسدير والقصيم وحائل والجوف، فقد أفاد الرميح بأنه من المتوقع تشغيل الخط في عام 2013، وسيتم حينها تحديد الطريقة الأنسب للتشغيل، موضحاً أن عقد التشغيل الحالي هو مخصص لنقل المعادن والبضائع الخاصة بخط التعدين فقط. وقال إن «عقد التشغيل الذي تم توقيعه يتكون من مرحلتين، انتقالية، وتشغيلية، وتتطلب المرحلة الانتقالية من المشغل تحديد الخطط والحاجات من الأجهزة والمعدات، والموارد البشرية والتدريب، فيما سيحصل المشغل من خلال المرحلة التشغيلية على عوائد بحسب كميات المعادن والبضائع التي سيقوم المشغل بنقلها على الخط». وعن قيمة العقد أشار الرميح بأنها تعتمد على كميات المعادن والبضائع التي يتم نقلها خلال فترة العقد، وبناء على التقديرات الحالية فإنه من المتوقع أن تصل قيمة العقد إلى 278 مليون ريال. وأشار إلى أن العمل يمضي قدماً للبدء في التشغيل بنهاية العام الحالي، وأنه حتى الآن تم تنفيذ 800 كلم من مسار سكة الحديد التي تربط رأس الزور بالزبيرة وبحزم الجلاميد من أصل 1486كلم. واعتبر الرميح أن «سار» خطت خطوات جادة باتجاه التشغيل، موضحاً أن تم في نيسان (أبريل) من العام الماضي التعاقد مع شركة EMD الأميركية لتصنيع قاطرات المشروع، وتم كذلك في الفترة نفسها التعاقد مع شركة CSR الصينية لتصنيع عربات نقل الفوسفات، ومن المتوقع وصول القاطرات والعربات للمملكة في شهري آب (أغسطس) وأيلول (سبتمبر) من هذا العام ليتزامن وصولهم مع الاستعداد لبدء تشغيل خط التعدين. وأكد أن «الخط الحديدي يعتبر ركيزة أساسية في الصناعات التعدينية لأهمية نقل المواد الخام بطرق اقتصادية وآمنة، ومن المتوقع أن يبلغ طول قطار التعدين 3 كلم تقريباً لنقل 15000 طن في الرحلة الواحدة، أي ما يعادل حمولة 600 شاحنة». يذكر أنه في إطار سعي المملكة نحو تنويع مصادر دخلها وصادراتها فقد اتجهت نحو الصناعات التعدينية، من خلال إنشاء منطقة رأس الزور، مثل الجبيل وينبع التي تتميز بالصناعات البتروكيماوية، وتطلب ذلك ضرورة نقل خامات المعادن من المناجم إلى أماكن تصديرها عن طريق استحداث سكة حديد تسهل عملية النقل، وهو الأمر الذي تطلب معه إنشاء الشركة السعودية للخطوط الحديدية المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة. وأنشأت «سار» لتتولى المهام المتعلقة بتنفيذ وتشغيل مشروع الخطوط الحديدية من الحديثة وحزم الجلاميد (شمالاً) إلى الرياض مروراً بالجوف وحائل والقصيم وسدير، إضافة إلى تفرع الخط من منطقة الزبيرة وحتى رأس الزور والجبيل (شرقاً). ويهدف المشروع إلى إحداث نقلة نوعية في وسائل النقل والثروات والبضائع والركاب، من خلال توفير أفضل خدمات الخطوط الحديدية المتاحة، وإيجاد جسور التواصل الاجتماعي والاقتصادي والخدمي بين مدن المملكة، وبين المملكة ودول الخليج العربي شرقاً، وأوروبا عبر الأردن وسورية وتركيا غرباً. ويتكون مشروع «سار» من خطين رئيسيين هما: الخط الأول الذي يبدأ من الرياض ويمتد من ناحية الشمال الغربي إلى الحديثة بالقرب من الحدود الأردنية، بينما يمتد الخط الثاني من نقطة المنتصف تقريباً خط الرياض – الحديثة، إلى منطقة يطلق عليها اسم ملتقى الزبيرة شمالاً، مروراً بمناطق ترسب البوكسايت في الزبيرة، وصولاً إلى منشآت المعالجة والتصدير في رأس الزور على ساحل الخليج العربي.