عبّر عدد من المواطنين عن بالغ أسفهم لتخاذل أمانة الرياض منذ نحو ثمانية أشهر عن إزالة سوق ومسالخ عشوائية تمارس بيع وذبح الأغنام بطرق غير نظامية. وطالب هؤلاء بتدخل الجهات المعنية بصحة المواطنين وسلامة البيئة وسرعة إزالتها، خصوصاً مع كثرة الأغنام المريضة التي تذبح من خلالها وتصل إلى بعض المطاعم، إضافة إلى ما تسببه هذه السوق العشوائية من خطر بيئي، لوجودها داخل النطاق العمراني وبين الأحياء السكنية. ويقول سعود القحطاني، وهو أحد سكان حي القادسية شرق الرياض، إنه تقدم بشكاوى عدة إلى أمانة مدينة الرياض، وتم تسلم رسالة نصية منهم تفيد بتسلم الشكوى، إلا أن شيئاً لم يتغير، مضيفاً: «الوضع كما هو والخطر في تزايد، إذ بدأ حجم السوق والمسالخ العشوائية في التوسع». ويؤكد القحطاني: «شاهدت مرات عدة سيارات تحمل شعارات مختلفة لمطاعم تقوم بشراء الأغنام المريضة وذبحها بعيداً عن الرقابة، ومن دون كشف طبي يثبت سلامة تقديم هذه اللحوم للزبائن»، مشيراً إلى أن من يزور هذا الموقع سيلاحظ بقايا الدم على الأرض وعلى الفرش والمعاليق الخاصة بتعليق الخراف أثناء القيام بالسلخ. ويتابع: «المؤسف أن جميع الآلات المستخدمة في الذبح والسلخ لا يتم غسلها أو تعقيمها»، لافتاً إلى أن ضعف الرقابة من الجهات ذات الصلة، وقلة وعي المواطن يسهمان في وجود سوق فوضوية تهدد بوجود نتائج سلبية حاضراً ومستقبلاً. ولا يخفي عمر الحربي أن مثل هذه الأسواق المليئة بالأوساخ والقاذورات والبكتيريا والمخالفات صارت واقعاً لا ينكره إلا غافل، «معظم المطاعم تلجأ إلى هذه الأسواق، وهنا المصيبة الكبرى». ويوضح: «مجرد أن تذبح خروفاً أو ماشية في هذه السوق، فهذا مخالفة حتى لو كانت الماشية صحيحة معافاة، إذ لا يوجد طبيب بيطري يفحص هذه الأغنام». وطالب الحربي المسؤولين في أمانة مدينة الرياض بالالتفات إلى هذه الأسواق التي تسيطر عليها عمالة غير نظامية أفسدت الطعام وشوهت المنظر العام والله وحده يعلم عما ستخلفه من أمراض بين المواطنين والمقيمين. «الحياة» قامت بجولة ميدانية في هذا الموقع شرق مدينة الرياض، وتحديداً شمال إستاد الملك فهد الدولي ورصدت جملة من المخالفات التي تستدعي التعامل السريع، إذ يتضح انتشار ما يقارب 25 مسلخاً في هذه المنطقة يتكون كل منها من طاولة التقطيع الخشبية وحفرة المخلفات عليها قطعة من القماش وانتشار الفوضى والدماء وعدم التعامل مع النفايات التي تخلفها عملية الذبح بالطرق السليمة. كما يُلاحظ كذلك المخلفات وتركها إلى جانب اللحوم المكشوفة للغبار والأتربة والقاذورات. من جانبه، حذر استشاري الأمراض المعدية الدكتور علي التميمي من غياب الرقابة على مثل هذه المسالخ، «هناك الكثير من الأمراض التي تنتقل من الأغنام المريضة والموبوءة إلى الإنسان مثل حمى الضنك والحمى القلاعية والوادي المتصدع». ويضيف: «على المواطن والمقيم قبل أن يختار الخروف أن يتأكد من سلامة حالها الصحية من خلال العديد من المؤشرات في مقدمها المظهر العام وارتفاع شكل الرأس والحركة الطبيعية والصوف الناعم»، مهيباً أن الطبيب البيطري المتوافر في المسالخ النظامية هو أفضل شخص لفحص الخراف بالطريقة الصحيحة.