توقع محللون ماليون استمرار الاتجاه الصعودي لمؤشر سوق الأسهم السعودية خلال الأسبوع المقبل، بدعم من أداء سهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) القيادي، صاحب ثاني أكبر وزن نسبي بالسوق، وذلك مع انتظار المتعاملين إعلان أكبر شركة بتروكيماويات في العالم نتائجها الفصلية. وأنهى المؤشر السعودي تعاملات أول من أمس (الأربعاء) مرتفعاً 0.7 في المئة عند 7238 نقطة، مسجلاً أعلى مستوى إغلاق في 11 شهراً، وتحديداً منذ أوائل أيار (مايو) 2012. وظل مؤشر سوق الأسهم يتذبذب في نطاق ضيق صعوداً وهبوطاً منذ بداية العام وسط غياب المحفزات الداعمة للصعود، غير أن القطاعات القيادية عادت لدعمه، ودفعته لإنهاء تعاملات الأسبوع عند أعلى مستوياته في 11 شهراً بفضل النتائج الفصلية الإيجابية لقطاع المصارف. وأعلنت معظم المصارف السعودية نتائج فاقت توقعات المحللين خلال الربع الأول، وعلى رأسها مصرف الراجحي، ومجموعة سامبا المالية، والبنك السعودي البريطاني (ساب)، والبنك السعودي الهولندي. وعزت المصارف نمو أرباحها إلى ارتفاع الدخل من العمليات، وتسجيل ارتفاع ملحوظ في الاستثمارات وعمليات الإقراض وودائع العملاء، وهو ما دفع أسهمها للصعود ودعم المؤشر. وقال الكاتب الاقتصادي محمد العنقري: «شهدت سوق الأسهم السعودية تداولات ممتازة وتحركاً إيجابياً بعد إعلان المصارف نتائجها. القطاعات القيادية كانت خاملة، لكنها بدأت تتحرك بشكل جيد لقيادة السوق مرة أخرى». وأضاف: «تأخر القطاع المصرفي في اللحاق بموجة السوق، وكان من الطبيعي أن يرتفع بعد إعلان النتائج، وهو ما يدل على أن نظرة المستثمرين للسوق السعودية وللقطاعات القيادية إيجابية». وصعد مؤشر المصارف 4.8 في المئة منذ بداية العام الحالي 2013، بينما بلغت مكاسب السوق بأكمله 6.4 في المئة حتى إغلاق أول من أمس. وأوضح محلل أسواق الأسهم وليد العبدالهادي أن نتائج المصارف فاقت التوقعات، ومن المتوقع أن يسجل القطاع نمواً نسبته عشرة في المئة. وتستفيد المصارف السعودية من تعزيز الإنفاق الحكومي في المملكة على المشاريع، ومن وفرة السيولة، وتحسن الطلب على قروض الشركات. ومازال نمو الإقراض المصرفي في المملكة قوياً، إذ سجل 13.4 في المئة و12 في المئة على الترتيب في كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير)، وذلك وفقاً لبيانات مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما). وذكر العبدالهادي: «من المتوقع خلال الأسبوع المقبل أن تدور التداولات حول مستوى 7350 نقطة، وأن تلقى السوق دعماً رئيساً من شركة سابك». وتابع: «يجب أن يخترق سهم «سابك» حاجز 100 ريال (26.6 دولار). السهم متأخر عن اللحاق بالسوق، ومن المتوقع أن يجري تداوله بين 103 - 105 ريالات». وأنهى «سابك» تعاملات أول من أمس مرتفعاً 0.8 في المئة عند 98.25 ريال. لكن العبدالهادي لفت إلى أن موعد استحقاق توزيعات أرباح «سابك» عن النصف الثاني من 2012 المتوقعة غداً (السبت)، ربما تتسبب في ظهور عمليات جني أرباح تعوق تقدم المؤشر. وعلى مستوى التحليل الفني، يرى مهاب الدين عجينة أن اختراق السوق مستوى 7180 نقطة «أمر إيجابي جداً». وتوقع أن يستهدف المؤشر مستوى 7380 - 7450 نقطة خلال تداولات الأسبوع المقبل.