قال مسؤول مغربي رفيع المستوى إن بلاده متفائلة بجهود الموفد الدولي كريستوفر روس لإيجاد حل نهائي لقضية الصحراء، غير أنه رهن ذلك «بحدوث تطور في مواقف الأطراف الأخرى». وأردف المسؤول الذي رفض ذكر اسمه أن ملف المغرب في هذه القضية «قوي وشرعي» وينسجم مع التوجهات الدولية لإنهاء النزاع والإفساح في المجال أمام التوجهات الدولية لإنهاء النزاع والإفساح في المجال أمام المنطقة المغاربية في التكامل والتنمية وتكريس الاستقرار. وبدا الموفد روس في اختتام زيارته للمغرب أقل تفاؤلاً، إذ جدد دعوته الأطراف المعنية إلى التزام حسن النية، وقال بعد محادثاته مع وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري إنه مقتنع بأن «حسن نيّات الأطراف هي التي ستمكّن من حل نزاع الصحراء» الذي وصفه بأنه «يلقي بثقله على المنطقة منذ 35 سنة مضت»، مؤكداً أن محادثاته مع المسؤولين المغاربة تناولت الخطوات المقبلة للبحث عن تسوية سياسية لقضية الصحراء على أساس قرارات مجلس الأمن، في إشارة إلى رهان استئناف المفاوضات من منطلقات مشجعة اختزلها الموفد روس في «القضايا الجوهرية وإجراءات بناء الثقة». وأكد وزير الخارجية المغربي الذي تباحث مع روس في حضور وزير الداخلية الطيب الشرقاوي ومندوب المغرب في الأممالمتحدة محمد لوليشكي أن العاهل المغربي الملك محمد السادس «جدد التزام المغرب القوي والصادق من أجل إيجاد حل سياسي حقيقي للنزاع الإقليمي» وأن المغرب «سيواصل التعاون في شكل كامل مع السفير روس من أجل تنفيذ التوجيهات الجديدة الواردة في قرارات مجلس الأمن» والتي «أسست للعملية السياسية الجارية». وحدد المسؤول المغربي سمات العملية بأنها تطاول آليات تجاوز المأزق الراهن وإنهاء حال الجمود الذي ألحق أضراراً بالمنطقة المغاربية، وكذلك تحديد مسؤوليات الأطراف في البحث عن حل، إضافة إلى التزام الأطراف التعاون مع الأممالمتحدة ومع بعضها بعضاً. ورأى الفاسي أن هذا التوجه «يشكل دعوة إلى المغرب والجزائر من أجل العمل سوياً على المستوى الثنائي في قضية الصحراء». وأكد رئيس الديبلوماسية المغربية أن المفاوضات «تشكّل الخيار الأمثل من طرف مجلس الأمن لتسوية النزاع» ما يفرض أن تجرى «بحسن نية ومن دون وضع شروط مسبقة». وزاد على ذلك أن هذه المفاوضات «يجب أن تتسم بالواقعية وروح الوفاق»، ووصف هذا التوجه بأنه يعني البحث في «طريق ثالثة» تحبّذه مبادرة بلاده إزاء منح إقليم الصحراء حكماً ذاتياً موسعاً في إطار السيادة المغربية. بيد أنه أبدى أسفه حيال مواقف الأطراف الأخرى التي قال إنها «تصر على إحياء خطط وصوغ حلول مُتجاوزة» وتم استبعادها نهائياً، ملاحظاً أن الاستفتاء «لم يعد مطروحاً في أجندة قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة». وكشف الفاسي أن المغرب أبلغ الموفد روس أن منطق الوفاق «يفرض على الأطراف كافة التخلي عن الخيارات المتطرفة».