دير ابو مشعل (الضفة الغربية) - رويترز - من بين جميع الصناعات اليدوية التي يمكن ان تجدها في المنازل الفلسطينية في الضفة الغربيةالمحتلة تبدو حياكة غطاء الرأس التقليدي لليهود بأيد فلسطينية ضمن أكثر الصناعات غرابة. ولكن صناعة القلانس الملونة تشغل اوقات مئات النساء في قرى مثل قرية دير ابو مشعل التي تصنع أغطية لرؤوس الجيران اليهود منذ نحو 40 عاما. وتصنع القلانس الصغيرة في كل منزل تقريبا في القرية التي يقطنها ثلاثة الاف نسمة وتقع إلى الغرب من رام الله. وتعد هذه الصناعة حدثا اجتماعيا إلى جانب إدرارها دخلا إذ تتبادل النساء الزيارات ومعهن خيوط الصوف وابر الكروشية للحياكة وتبادل اطراف الحديث. تقول ام علي ولديها ثلاثة ابناء وزوج لا يعمل "نحيك القرص (القلنسوة) ونحن نتجاذب اطراف الحديث. نلتقي بعضنا البعض ونجنى مالا في نفس الوقت." وتحيك المرأة خمس قلانس كل يوم ويصل سعر الواحدة إلى حوالي 12 شيقل أي ما يعادل ثلاثة دولارات. وتضحك رقية البرغوثي قائلة "لا يسع النساء الجلوس دون حياكة. اعتدنا ذلك." ويقوم ستة من التجار الفلسطينيين بتوزيع الصوف والابر والنماذج على النساء في هذه القرية وعشر قرى مجاورة. وتجمع القبعات المصنعة في كل اسبوع وتشحن لتجار تجزئة في إسرائيل كما تصدر إلى الولاياتالمتحدة.br / وقال رياض عطا الذي يقوم بتجميع ما تنتجه نحو مئة امرأة من قبعات في متجره "حياكة القلانس سبب الرواج في متجري. تشتري النساء السلع بما يحصلن عليه من حياكة القلانس." وتقول النساء في دير ابو مشعل التي تشتهر بتطريز الزي التقليدي ان حياكة القلانس ليست سوي مصدر للرزق. ويقلن انهن لا يشعرن بالذنب لحياكتهن قبعات لمن يحتلون ارضهن أو لمستوطنين يهود يعيشون على اراض فلسطينية. تقول نعمة خميس (50 عاما) التي علمت صنعتها لخمس من بناتها وزوجات ابنائها "لولا العمل في الحياكة لعانى الناس هنا من فقر شديد." واشتهر الفلسطينيون بحياكة الكوفية التقليدية التي جعل منها الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات رمزا وطنيا فلسطينيا الا ان الجانب الأكبر من هذه الصناعة تحول للصين حيث التكلفة أقل.