عاشت الدكتورة فاتنة شاكرة تجربة أكاديمية ثرية امتدت 20 عاماً، تعطي في مجال تخصصها في علم الاجتماع، وبسؤالها عن السبب الذي أدى إلى أن بعض مخرجات التعليم باتت ضد التنمية وضد التطوير الاجتماعي قالت: «بسبب التنشئة الاجتماعية بما فيها من عادات وتقاليد لا تتناسب مع التحديث الاجتماعي، فمراحل ما قبل الجامعة حجّمت ملكات التفكير لدى الطلاب وجاءت المُخرجات غير مهيأة لتعليم جامعي جاد وحقيقي» وتتابع حديثها: «للأسف التعليم الجامعي لدينا نهض على غير السعوديين، في ظروف المرحلة الكثير منهم أعطونا أقل الممكن، وكان لبعضهم دور في تخريب العقول والعلم، فالجامعة يُفترض أن تكون حرماً للأخلاقيات قائماً على احترام العلم والحرص على الأمانة العلمية». وتضيف: «محنة الجامعة أنها كانت هناك نفوس داخلية ضعيفة، عينها على المناصب والترقيات، ونفوس خارجية تحرص على تجديد عقود العمل والعودة إلى السعودية! ولا ننسى حملة «هلكوني» على «تويتر» التي فضحت الكثير من حملة الشهادات الوهمية وبعض حامليها ممن هم في مناصب. وضع جامعاتنا يؤسف له، فالنهضة العلمية أُختطفت مرة من الصحويين المتشددين ومرّة من عديمي الضمائر، سواء من أساتذة غير سعوديين هدفهم مادي فقط، أم سعوديين هدفهم الترقية للمناصب بأي شكل. وكثير من «الأستاذية» مُشتراة «تحت التهديد». وحول إن كانت هذه الأسباب التي جعلتها تتقدم بالتقاعد المبكر من الجامعة بعد عطاء 20 عاماً من التدريس أجابت: «نعم.. نعم» قالتها بإصرار، ثم ضحكت لتكمل: «على رغم أن آخر سنوات عملي في التدريس كانت هي الأمتع، ولكن كنتُ كمن يشارك في مهزلة، فقررت أن 20 عاما تكفي، والحقيقة أنها كانت نصيحة الوالد (رحمة الله عليه) وإلا كنت تركت الجامعة قبل ذلك بكثير، وسعيدة أنني لم أفعل».