يعاني سكان حي الصفا 11 الواقع في شمال جدة، من كثرة الحفريات التي تربك حركة سير المركبات أمام المنازل، إذ تسببت ثلاث جهات تنفذ حزمة من المشاريع في آن واحد في إرباك حركة السير في الحي، ما أدى إلى عدم قدرة أهالي الحي من إدخال أو إخراج سياراتهم من فناء منازلهم، بينما ظلت بعض المركبات «محبوسة» داخل المنازل أو مركونة في الطرقات. وتمثلت المشاريع التي أربكت حركة السير داخل الحي في مشاريع للصرف الصحي، مشاريع لشركة الكهرباء، ومشاريع لشركة الاتصالات، إذ نتجت من هذه المشاريع جملة من الحفريات التي أعاقت تنقل السكان بين أرجاء الحي، سيراً على الأقدام، فضلاً عن تنقلهم بالمركبات التي لحقت بها أضرار من تردي طرقات الحي. وأكد المتحدث الإعلامي لأمانة محافظة جدة الدكتور عبدالعزيز النهاري ل «الحياة» وجود إدارة في أمانة جدة تحمل مسمى إدارة تنسيق المشاريع، ويتركز عملها على التنسيق في عمل المشاريع في مواقع المدينة كافة، مشيراً إلى أن المواطن عليه أن يتحمل ضريبة التنمية والمشاريع التي تنفذ، كما أن هذه المشاريع لها وقت محدد وتنتهي. وقال الدكتور النهاري إن الأمانة تعمل على التنسيق بين عمل المشاريع في الأحياء وجدولتها، لتوخي إغلاق الشوارع أو ما قد يلحق المواطن من ضرر جراء عمل المشاريع من دون تنسيق. «الحياة» تجولت في حي (الصفا 11) والتقت بأحد المقاولين التنفيذيين لمشروع الصرف الصحي في الحي المهندس محمد أبو خضرة (مصري الجنسية)، إذ سألته عن كيفية تنفيذ جملة من المشاريع في آن واحد، وأجاب أنه يمتلك تصريحاً رسمياً من وزارة الشؤون البلدية والقروية لتنفيذ المشروع والحفر في الحي، مضيفاً أنه انتهى حالياً من تنفيذ المشروع، بينما تضايق المهندس أبو خضرة من تساؤلات «الحياة»، لافتاً إلى أنه يتواجد في الشمس منذ فترة طويلة، ويتمنى أن يكمل عمله. وعند سؤاله حول افتقار العمالة المنفذة للمشروع لوسائل السلامة وتعرضها لضربات الشمس، أوضح المهندس أبو خضرة أن العمالة يرتدون الملابس التي تتناسب مع عملهم، وهم ملتزمون بوسائل السلامة، بيد أنه لم يتجاوب مع مشكلة ترك مناهل الصرف الصحي مكشوفة، ما قد يعرض المارة للسقوط فيها. وأوضح عبدالله الشمراني (أحد سكان حي الصفا 11) ل «الحياة» أن هذه المشاريع التي يتم تنفيذها في آن واحد تسببت في صعوبة التنقل داخل الحي، كما أنها تسببت في صعوبة إيجاد مواقف لمركبات أهالي الحي، لأن المنفذين للمشاريع اضطروا إلى الحفر أمام منزله. ولا يختلف الحال مع أحد سكان حي الصفا 11 بدر الزهراني عن ما ذهب إليه الشمراني، إذ أكد ل «الحياة» أن الحي تضرر كثيراً بعد تنفيذ هذه المشاريع، إذ لا تتم عملية «السفلتة» إلا بعد الانتهاء من المشروع بفترة طويلة، كما أن وضع سياج حول مناهل مشروع الصرف الصحي من دون غطاء لا يحمي المارة من السقوط فيها، مطالباًً الأمانة بوضع فترة زمنية محددة لكل مشروع، ولا يتم تنفيذها جميعاً في آن واحد.