لا يعرف أهالي جنوبجدة المدة الزمنية التي يمكن أن تنتهي فيها المشاريع الكبيرة التي بدأت الشركات تنفذها في الشوارع الرئيسية منذ أكثر من عدة أشهر. وعلى الرغم من أن الأهالي يعرفون أنهم سيكونون أكثر المستفيدين من تلك المشروعات، وأبرزها مشروع تصريف مياه السيول، لتنتهي معاناتهم من تلك المخاطر التي تصاحب هطول أي أمطار متوقعة على المنطقة، إلا أن الجهل بالمدى الزمني للانتهاء من تلك المشروعات يجعلهم قلقين من تعثرها أو تنفيذها بالشكل الذي لا يرضي طموحاتهم، فتصبح سنوات الانتظار جوفاء لا طائل وراءها سوى المزيد من المعاناة. ويعتقد الأهالي أن سد الطرق والشوارع المؤدية إلى منازلهم ربما له ما يبررها في الوقت الراهن، لكن غياب البديل هو الأمر الذي يخنقهم ويعكر صفو الحياة في تلك الأحياء المعروفة بنشاط الحركة المرورية فيها في كافة الأوقات قياسا على التكدس السكاني داخلها. ودفع تأخر تنفيذ المشروعات حسب اتهامات الأهالي إلى اتهام أمانة جدة بمحاباة مشروعات شمال المحافظة عن الجنوب، حسب إدعاءات أحد السكان حيث ذكر سالم الغامدي مستشهدا بالعديد من الجسور والتقاطعات العملاقة التي أنجزتها أمانة جدة في شمال المحافظة في أوقات قياسية بينما لا يزال جنوبجدة يقبع في الحفريات التي يجري العمل فيها بشكل بطيئ جدا، مضيفا: مشاريع تصريف السيول الممتدة على طريق مكة لها مدة طويلة وهي على هذه الحال دون تقدم ملحوظ، وهو ما تسبب في زيادة عرقلة الانسيابية في حركة السير خاصة في أوقات الذروة، حيث تم إلغاء بعض الإشارات المرورية ومداخل الأحياء وحصر المركبات في مسار واحد ضيق لا يفي بأعدادها. ويرى الأهالي أن تنفيذ حزمة المشروعات دفعة واحدة، ربما تسبب في تأثير سلبي على وضع الحركة المرورية في الشوارع خاصة الكيلو 10، وصولا إلى أحياء أم السلم، إذ تتكدس السيارات بشكل كبير بسبب الحفريات المتعددة، مما يجعل العابرين لتلك الطرق في معاناة مستمرة حسب تأكيدات سامي العرياني صاحب حافلة تجوب طريق مكة بشكل يومي حيث اعتبر عدم تدوين تواريخ وتكلفة مشاريع التصريف مخالفا لتعليمات الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد مستغربا من عدم محاسبة الشركة المنفذة لمشاريع التصريف على طريق مكة، وترك الحبل على الغارب لهم، مبينا أن الجميع يتجرع مرارة الانتظار طويلا لعبور مسافة قصيرة جدا، كانت لا تستغرق دقائق في الوصول من الكيلو 10 إلى باب مكة. ويستغرب ماهر الشمراني من سكان الكيلو 11، من إغلاق مدخل الحي الرئيسي المجاور لبلدية أم السلم الفرعية من جهة طريق مكة ولم يعد بإمكان القادم من وسط المدينة دخول الحي إلا بعد أن يقطع مسافة كبيرة أغلبها حفريات ليصل إلى إشارة الكيلو 14 ومن ثم عليه الدوران للعودة إلى الحي وتبدأ معاناته مع الحفريات مجددا: إذا أرادت أمانة جدة إغلاق طريق محوري كطريق مكة فعليها إيجاد بديل يستوعب آلاف السيارات العابرة للطريق ليل نهار فهو طريق لا يهدأ وبات السير فيه لا يطاق. من جانبه أكد مدير شركة المياه الوطنية عبدالله العساف بأن مشاريع الصرف الصحي في الكيلو 14 والحرازات لن تنهي أعمالها قبل ستة أشهر. أوضح المتحدث الرسمي لأمانة جدة الدكتور عبدالعزيز النهاري أن المشروع القائم على طريق مكة عبارة عن مشروع لتصريف السيول يتضمن تركيب قنوات للتصريف تحت طريق مكة لتصل إلى السدود التي تم بناءها لدرء أخطار السيول، مؤكدا بأن أعمال الأمانة ستنتهي خلال أسبوعين يتم بعدها فتح طريق مكة وإزالة الحواجز أمام عابري الطريق.