صدّت قوات «البيشمركة» الكردية بدعم جوي أميركي هجوماً لتنظيم «الدولة الاسلامية» على مناطق كردية جنوب محافظة كركوك، وسط أنباء عن تحصّن زعيم «الدولة» أبو بكر البغدادي في قضاء الحويجة. في غضون ذلك، أعلنت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) أن الطائرات الأميركية ألقت إمدادات من الجو لقوات الأمن العراقية في بيجي التي يحاول تنظيم «داعش» اقتحامها، كما قامت طائرات أميركية وهولندية بشن ثلاث ضربات جوية ضد متشددي «الدولة» في تلعفر وهيت الجمعة والسبت. وأبلغت مصادر أمنية في محافظة كركوك «الحياة» أمس أن معلومات استخباراتية حصلت عليها قوات «البيشمركة» في كركوك أفادت بوجود خطة لتنظيم «داعش» تتضمن الهجوم على مركز المحافظة (مدينة كركوك) لتخفيف الضغط الموجّه على مدينة عين العرب (كوباني) في سورية. وأوضحت المصادر إنه منذ الليلة قبل الماضية هاجمت عناصر من «داعش» ثكنات عسكرية لقوات «البيشمركة» في خط التماس بين الطرفين في منطقتي «مريم بيك» و «داقوق» جنوب وغرب كركوك، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من عناصر «البيشمركة»، كما سقط العديد من القتلى والجرحى في صفوف «داعش». ولفتت المصادر إلى أن «غرفة العمليات المشتركة في اربيل والتي تضم مستشارين أميركيين وضباطاً من البيشمركة تم ابلاغهم بانتشار عناصر من «داعش» جنوبالمدينة وتم تزويدهم بالاحداثيات، وبعد ساعات عدة نفّذ الطيران الدولي غارة جوية فعّالة استهدفت تجمعاً لتنظيم «داعش» جنوبكركوك ما أدى إلى مقتل واصابة العشرات من عناصر التنظيم». وأعلن حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، أمس، مقتل أول إمرأة من عناصر قوات «البيشمركة» في مواجهات مع عناصر «داعش» في حدود قضاء داقوق غرب مدينة كركوك. وأوضح الحزب في بيان أن «الضابط تدعى رنكين يوسف وتحمل رتبة عقيد في الفوج الثاني قوة النساء، كانت قد أصيبت بجروح خطرة في مواجهات مع إرهابيي «داعش» في حدود قضاء داقوق وتوفيت ظهر اليوم (أمس) بعد أن تم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج». ويسيطر تنظيم «داعش» على قضاء الحويجة، جنوبكركوك، والذي تسكنه غالبية عربية. ويتعرض التنظيم في القضاء إلى موجة اغتيالات تطاول عناصره من قبل فصائل مسلحة ومقاتلين يتبعون للعشائر في المنطقة، خصوصاً بعد إقدام التنظيم على قتل عدد من شيوخ العشائر في المنطقة. وقال أكرم العبيدي أحد شيوخ عشائر الحويجة والذي فر إلى إقليم كردستان بعد سيطرة التنظيم على القضاء، ل «الحياة» أمس، إن «تنظيم داعش أقدم (أول من) أمس على إعدام عدد من سكان القضاء بحجة التخطيط لاغتيال عناصر التنظيم». وأضاف أن «عشيرة العبيد بكافة تفرعاتها وبقية العشائر الموجودة في الحويجة أجرت محادثات مهمة مع الحكومة الاتحادية لوضع خطة مشتركة لمواجهة التنظيم في القضاء». وأشار إلى أن هناك حاجة لتسليح العشائر، لافتاً إلى أن «عناصر التنظيم يتعرضون بشكل شبه يومي إلى حملات اغتيال مباشرة أو من خلال العبوات الناسفة». وفي شأن الأنباء التي أفادت بوجود زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي في قضاء الحويجة، قال العبيدي إنه منذ الجمعة الماضية اتخذ عناصر التنظيم إجراءات أمنية مشددة مثل تعزيز نقاط التفتيش وحصل قطع للاتصالات لفترة محدودة «ما يرجّح وجود البغدادي لفترة قصيرة فقط لأن الحويجة ليست منطقة آمنة للتنظيم». وفي تكريت مركز صلاح الدين، قتل وأصيب العشرات من الجنود والمتطوعين من عناصر «الحشد الشعبي» بتفجير انتحاري تبناه تنظيم «داعش» بواسطة عربة عسكرية مسروقة من الجيش مخصصة لإزالة الألغام الأرضية. وقال مصدر أمني في «قيادة عمليات صلاح الدين» ل «الحياة» إن «قوات الجيش في تكريت تواجه مشكلة في استخدام داعش لعربات عسكرية مسروقة من الجيش لتنفيذ عمليات انتحارية». وأوضح أن عملية انتحارية حدثت أمس بواسطة آلية عسكرية من نوع كاسحة الغام واستهدفت قاعدة «شجرة الدر» غرب كركوك، ما أدى إلى مقتل واصابة العشرات من الجنود وعناصر «الحشد الشعبي». ولفت إلى أن «القوة المكلفة بحماية القاعدة اعتقدت أن العجلة تابعة للجيش خصوصاً وأن قاطع العمليات في تكريت يحتاج إلى كاسحات الغام، ولكن تبيّن أنها مفخخة واخترقت المعسكر وانفجرت داخله». وتبنى «داعش» العملية الانتحارية وأعلن عبر حسابه الرسمي في «تويتر» أمس أن احد عناصر «الدولة» والملقب باسم ابو سميرة الجزراوي نفّذ عملية انتحارية ضد معسكر في تكريت، ونشر صوراً للمعسكر قبل وبعد التفجير، كما نشر صورة الانتحاري. وفي بغداد أفاد مصدر في وزارة الداخلية أن حصيلة التفجير الانتحاري بحزام ناسف، الذي استهدف سوقاً شعبية في ناحية المشاهدة التابعة لقضاء الطارمية، شمال بغداد، أسفرت عن مقتل سبعة وإصابة 27 آخرين. وفي الأنبار، أعلنت مصادر أمنية في المحافظة أن قوات الجيش وأبناء العشائر صدوا هجوماً لتنظيم «داعش» على منطقة «عامرية الفلوجة» غرب بغداد، فيما تعرضت تحشيدات عسكرية على أطراف قضاء هيت لهجوم من قبل عناصر التنظيم.