نقلت كوريا الشمالية صاروخاً ثانياً متوسط المدى من طراز «موسودان» إلى ساحلها الشرقي، ونصبته على منصتي إطلاق، ما زاد المخاوف من إطلاق قريب سيرفع حدة التوتر في شبه الجزيرة. ترافق ذلك مع عرضها على روسيا «التفكير» في إجلاء موظفي سفارتها. في المقابل، نشرت البحرية الكورية الجنوبية مدمرتي «ايغيس» المزودتين أنظمة رادار متقدمة، إحداهما قبالة الساحل الشرقي والأخرى قبالة الساحل الغربي، لرصد مسار أي إطلاق صاروخي. وأعلنت الولاياتالمتحدة أنها تأخذ «كل الاحتياطات اللازمة» في مواجهة تهديدات بيونغيانغ، في وقت أكدت الفيليبين استعدادها لاستقبال مزيد من قواعد الجيش الأميركي. وتنشر الولاياتالمتحدة سفناً في ميناء سوبيك الفيليبيني، وطائرات في قاعدة كلارك المجاورة، علماً أن جيشها استخدم سابقاً قواعد عسكرية ومطارات مدنية في الفيليبين من أجل إصلاح وإعادة تزويد طائرات وسفن حربية بوقود خلال حربي العراق وأفغانستان. وبدأت الفيليبين والولاياتالمتحدة أمس، تدريبات عسكرية مشتركة مقررة لأسبوعين بمشاركة حوالى 8 آلاف جندي من البلدين، وتحمل اسم «باليكاتان» (كتف في كتف). وشكل ذلك آخر فصول التصعيد لكوريا الشمالية التي حذرت في الأسابيع الأخيرة من شن ضربات نووية، رداً على عقوبات جديدة فرضتها عليها الأممالمتحدة، والمناورات العسكرية بين كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة بسبب إجرائها تجربة نووية ثالثة في شباط (فبراير) الماضي. وأضرّت التوترات مع الشمال بالأسواق المالية في كوريا الجنوبية. وحذر كبار المسؤولين الماليين في سيول من احتمال تأثير هذه التوترات لفترة طويلة على الأسواق. ولم تختبر كوريا الشمالية صاروخ «موسودان» حتى الآن، ولكن يعتقد بأن مداه يبلغ حوالى 3 آلاف كيلومتر، وصولاً إلى 4 آلاف كيلومتر مع حمولة أخف. ويعني ذلك أنه يستطيع بلوغ أي هدف في كوريا الجنوبية واليابان، وكذلك قواعد عسكرية أميركية في جزيرة غوام بالمحيط الهادئ التي تبعد حوالى 3800 كيلومتر جنوب شرقي كوريا الشمالية، وتضم حوالى ستة آلاف عسكري أميركي. وكان البنتاغون أعلن أنه سيرسل بطاريات اعتراض صواريخ لحماية قواعده في غوام. وألمح مسؤول عسكري كوري جنوبي إلى أن المنصات التي تنقل الصواريخ خبئت تحت الأرض، «ما يرجح إطلاق الصواريخ بلا إنذار مسبق»، علماً أن تكهنات سرت حول احتمال إطلاق بيونغيانغ صاروخاً بالتزامن مع عيد ميلاد مؤسس البلاد الراحل كيم ايل سونغ في منتصف الشهر الجاري. وعلى رغم إعلان الجيش الكوري الشمالي تلقيه موافقة نهائية على تنفيذ عمل عسكري ضد الولاياتالمتحدة قد يتضمن أسلحة نووية، يتفق معظم الخبراء على أن هذا الجيش غير قادر على تجهيز صاروخ باليستي برأس نووي، لبلوغ قواعد أميركية أو أراضٍ. واعتبر دانيال بنكستون، الخبير في شؤون كوريا الشمالية في مجموعة الأزمات الدولية، أنه «سيكون من المفاجئ استخدام كوريا الشمالية صاروخاً لم يختبر سابقاً، والأكيد أن نظامها لن يرغب في هذه المرحلة بإطلاق شيء قد يتفكك بعد 30 ثانية». وفي إيران، صرح نائب رئيس الأركان الجنرال مسعود جزائري بأن «كوريا الشمالية لا تملك إلا خيار مواجهة الولاياتالمتحدة التي تشكل السبب الرئيس للتوترات الإقليمية حالياً». واعتبر جزائري أن «وجود الولاياتالمتحدة هو السبب الرئيس لانفصال الكوريتين، والتوتر الماضي والحاضر في هذه المنطقة». وفي كوبا، دعا الرئيس السابق فيديل كاسترو كوريا الشمالية إلى تجنب الحرب في شبه الجزيرة الكورية، «لأنها ستلحق أذى بأكثر من 70 في المئة من سكان العالم». وقال: «ما يحصل في شبه الجزيرة الكورية هو أحد أخطر التهديدات بالحرب النووية بعد أزمة تشرين الأول (أكتوبر) 1962 في كوبا»، في إشارة إلى أزمة الصواريخ بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفياتي السابق. وزاد: «إذا اندلعت الحرب هناك، سيتعذب الشعبان على الجانبين بلا فائدة».