تعرضت أمس أحياء في حمص في وسط سورية إلى قصف جوي ومدفعي «غير مسبوق»، فيما حاولت قوات النظام استعادة السيطرة على بلدة تقع في محيط مطار حلب شمالاً. وسرت معلومات أمس عن إرسال النظام أنصاره إلى إيران لتلقي تدريبات على «حرب العصابات». وشنت طائرات حربية أمس غارات جوية على أحياء الخالدية وجورة الشياح وحمص القديمة المحاصرة منذ حوالى تسعة أشهر، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في محيط هذه الأحياء التي لا تزال في أيدي «الجيش الحر» ضمن محاولة النظام السيطرة على كامل المدينة. وأفادت المعارضة بأن تصعيد القصف الجوي كان «غير مسبوق» وأنه أدى إلى تدمير عشرات المنازل بحيث كانت حمص «تهتز بالكامل من شدة القصف». وبثت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الجيش «دك أوكاراً للإرهابيين في حي باب هود» في المدينة، وأن وحدات أخرى من القوات المسلحة «استهدفت أوكاراً وتجمعات للإرهابيين في الضبعة والبويضة الشرقية وإبل وتلبيسة والرستن». في غضون ذلك، أفادت وكالة «رويترز» من حمص بأن النظام يرسل مقاتلين من «الميليشيات» الموالية له إلى مكان سري في إيران لتلقي تدريبات على «حرب العصابات». وأجرت الوكالة مقابلات مع أربعة مقاتلين قالوا إنهم خضعوا لتدريبات في إيران، وإن أحدهم خضع لدورة قتالية لمدة أسبوعين. لكن مسؤولاً أمنياً سورياً في حمص نفى للوكالة نفسها إرسال مقاتلين إلى إيران، قائلاً إن القوات النظامية السورية هي من يقوم بتدريبهم ولا داعي لإرسالهم إلى هناك. وزاد أنه منذ عام 2006 بدأ مقاتلون نظاميون الخضوع لتدريبات على «حرب العصابات». وأعلنت المعارضة أمس أنها لا تزال تسيطر على مقام السيدة سكينة الشيعي في داريا قرب دمشق، بعدما أعلنت وسائل إعلام رسمية سيطرة الجيش عليه أول من أمس. وبثت المعارضة فيديو لمقاتلي «لواء شهداء الإسلام» قرب المقام. وكتبت صحيفة «الوطن» المقربة من النظام أمس، إن «وحدات من القوات المسلحة بسطت نفوذها الكامل على مقام السيدة سكينة ومحيطه في عملية نوعية». ومع توارد معلومات من المعارضة المسلحة عن الاستعداد ل «معركة دمشق» وتأكيد مسؤولي النظام أن الجيش سيدافع عن العاصمة «حتى اللحظة الأخيرة» وسقوط قذائف مورتر على أحياء في المدينة، سجلت حركة نزوح واسعة للمواطنين. وقال رئيس «اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي» بيتر ماورير أمس إن الوضع الإنساني في سورية يزداد سوءاً مع وجود «خراب ودمار» في بعض المناطق، لافتاً إلى «قيود» تفرضها الحكومة على تقديم المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة. وفي ثاني أكبر مدينة سورية، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن معارك عنيفة تواصلت بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في قرية قرب مطار حلب التي تحاول قوات النظام السيطرة عليها في شكل كامل. سياسياً، قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة تبث كاملة اليوم مع قناة «أولوصال» التركية، إن الجامعة العربية «بحد ذاتها تحتاج إلى الشرعية. هي جامعة تمثل الدول العربية لا الشعوب العربية، وبالتالي فهذه الجامعة لا تعطي شرعية ولا تسحبها». وأضاف رداً على تسليم مقعد سورية في القمة العربية الأخيرة في الدوحة إلى «الائتلاف الوطني» المعارض، أن «كل هذه المسرحيات ليس لها أي قيمة بالنسبة إلينا». وشنت وسائل إعلام سورية رسمية هجوماً على الأردن بعد إعلان نيته في إقامة منطقة عازلة في جنوب سورية تزامناً مع تحقيق المعارضة السورية مكاسب عسكرية في جنوبدمشق. وعلمت «الحياة» أن الأردن تشاور في موضوع المنطقة العازلة مع دول كبرى، في ضوء توقعاته بأن أكثر من نصف مليون سوري سيدخلون أراضيه قبل نهاية العام الحالي إذا استمر القتال في سورية. واتهم التلفزيون السوري الأردن بأنه «يلعب بالنار» بعد «تسريبات» عن استقباله خبراء أميركيين لتدريب مقاتلي المعارضة على استخدام الأسلحة. وحذرت صحيفة «الثورة» الأردن من أنه «اقترب كثيراً من فوهة البركان». في هذا الوقت وصلت طائرة روسية تنقل مساعدات إنسانية إلى اللاجئين السوريين في الأردن على أن تليها طائرة أخرى بعد أسبوع.