تواصلت أمس المعارك العنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية في محيط مطار حلب في شمال سورية، في وقت شهدت أحياء في حمص وسط البلاد تصعيداً «غير مسبوق» للقصف الجوي، بحسب المعارضة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام تحاول استعادة السيطرة على قرية عزيزة القريبة من مطار حلب بعدما سيطر عليها مقاتلو المعارضة قبل أشهر، مشيراً إلى أن المعارك أسفرت عن مقتل 22 شخصاً، بينهم فتى (14 سنة) وأربعة مقاتلين معارضين وعشرة عناصر من القوات النظامية. وفيما تستمر المعارك داخل مدينة حلب مع عمليات كر وفر، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن رئيس الوزراء وائل الحلقي أمس قوله إن «قواتنا المسلحة الباسلة استطاعت فتح معظم الطرق المؤدية إلى المدينة ومستمرة بملاحقة فلول المجموعات الإرهابية». ولفت إلى أن «الحكومة مستمرة في إيصال قوافل الإمدادات الغذائية والاستهلاكية والتموينية والطبية» إلى مدينة حلب. ووصل أمس ممثلون عن «الهيئة الشرعية في حلب» إلى حي الشيخ مقصود الذي سيطرت المعارضة على قسم منه في الأيام الماضية. وقال في فيديو بث على شبكة «يوتيوب» إن «أبواب حلب فتحت أمام المجاهدين خلال سبعة أيام» في إشارة إلى سيطرتها على أحياء عدة في ثاني أكبر مدينة في سورية. وحصلت اشتباكات بين قوات المعارضة وقوات النظام في حي الشيخ مقصود، وكان لافتاً أن قوات تابعة ل «الاتحاد الديموقراطي الكردي» الذي تقول المعارضة إنه قريب من النظام، قاتلت مع «الجيش الحر». وفي مدينة حمص وسط سورية، نفذت طائرات حربية أمس غارات جوية على أحياء الخالدية وجورة الشياح وحمص القديمة المحاصرة منذ حوالى تسعة أشهر، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في محيط هذه الأحياء التي لا تزال بأيدي مسلحي المعارضة. وتحاول القوات النظامية السيطرة على كامل المدينة. وأفادت المعارضة أن تصعيد القصف الجوي لطائرات النظام يوم أمس كان «غير مسبوق» وأنه أدى إلى تدمير عشرات المنازل وأن حمص كانت «تهتز بالكامل من شدة القصف». ويأتي ذلك غداة مقتل 167 شخصاً في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية غالبيتهم من المقاتلين المعارضين. وبين هؤلاء، بحسب المرصد، 19 مقاتلاً من جنسيات غير سورية. وأفادت «رويترز» من حمص أن النظام يرسل مقاتلين من «الميلشيات غير النظامية» إلى مقر سري في إيران لتلقي تدريبات على حرب العصابات. وأجرت الوكالة مقابلات مع أربعة مقاتلين قالوا إنهم خضعوا لتدريبات في إيران. وبثت المعارضة فيديو لشخص قالت إنه من إيران، كانت اعتقلته خلال خروجه من بلدة الفوعة الشيعية قرب بلدة بنش السنية في ريف إدلب في شمال البلاد، وعرضت «وثائق» تدل إلى أنه شارك في تدريب مقاتلين موالين وأنه فر من مطار تفتناز العسكري بعد سقوطه في أيدي المعارضة قبل أسابيع. ونقلت «رويترز» عن مسؤول أمني في حمص نفيه إرسال مقاتلين سوريين إلى إيران، قائلاً إن القوات النظامية السورية هي من يقوم بتدريبهم ولا داعي لإرسالهم إلى إيران. وزاد أنه منذ عام 2006 بدأ مقاتلون نظاميون الخضوع لتدريبات على حرب العصابات. إلى ذلك، تعرضت أمس أحياء القابون وبرزة في ريف دمشق إلى قصف، فيما استمرت كتائب مقاتلة بمحاضرة مقر الفرقة 17 قرب الرقة التي سيطر مقاتلو المعارضة على مركزها بداية الشهر الماضي. وبث معارضون فيديو يتضمن تبادل القصف بمدافع ثقيلة بين قوات النظام ومقاتلي «أحرار الشام» في محيطة مقر الفرقة. وخرجت تظاهرة في أحد شوارع الرقة تأييداً ل «الجيش الحر». وأعلنت مجموعة من الفتيات تأسيس «كتيبة حرائر الرقة الطبية» لتقديم مساعدات لجرحى المعارضة في البلدة التابعة لمحافظة الرقة. وكشفت دراسة أجراها «المركز الدولي للدراسات حول التطرف» في «كينغز كوليدج» في لندن أول من أمس أن عدد الأوروبيين الذين انضموا إلى المقاتلين المعارضين السوريين لمحاربة القوات النظامية قد يصل إلى 600، مشيرة إلى «أن بين 140 و600 أوروبي توجهوا إلى سورية منذ بداية عام 2011». كما قدرت الدراسة عدد المقاتلين الأجانب في سورية بين ألفين وخمسة آلاف مقاتل.