تباينت ردود الفعل حول القرارات الجريئة التي اتخذتها إدارة نادي الاتحاد أول من أمس، المتمثلة في إبعاد عناصر رئيسة في الفريق الأول من فئة «النجوم»، لهيباً في المشهد الأصفر، إذ رفض معظم أنصار «العميد» هذه القرارات من خلال معارضة كبيرة أطلقتها عبر منتديات النادي على شبكة الإنترنت وفي مواقع التواصل الاجتماعي، امتدت أيضاً إلى أروقة النادي، إذ رأت جماهير اتحادية أن القرارات الإدارية اتخذت في وقت غير مناسب ولا تليق بما قدمه اللاعبون من تضحيات لناديهم طوال الأعوام الماضية، مشيرين إلى أن مثل هذه القرارات يجب أن تتخذ بعد نهاية الموسم الحالي، مع تأمين عناصر بديلة ذات إمكانات فنية مماثلة لإمكانات «المبعدين». في حين برزت أصوات مؤيدة ل«القرار الاتحادي»، مرجعةً تأييدها إلى تراجع عطاءات اللاعبين، وأهمية منح الفرصة للشبان، غير أن الغالبية صبّت جام غضبها على الإدارة التي وصفوها بأنها تبرر لإخفاقاتها باتخاذها قراراً جريئاً مثل هذا لإرضاء بعض المطالب الشرفية وبعض الجماهير، بحسب ما تم تداوله أمس وما زال، وأيضاً استغرب متابعون آخرون قرارات منح الإجازة من دون أن يطلبها اللاعبون «المبعدون»، بعد أن قررت الإدارة برئاسة المهندس محمد فايز منح إجازة ل«القائد الاتحادي» محمد نور والمدافعين حمد المنتشري ورضا تكر، مبررة قرارها هذا بإبعاد اللاعبين عن «الضغوط النفسية»، في حين جاء إبعاد الحارس مبروك زايد والمدافع راشد الرهيب لغيابهما عن معسكر الفريق الأخير في الكويت، فيما كان إبعاد المدافع إبراهيم هزازي لتكرار خروجه عن الروح الرياضية وتشويه صورة النادي، وفق ما نصّ عليه قرار الإدارة الاتحادية. وتؤكد مصادر ل«الحياة» أن إدارة النادي استشارت أعضاء شرف عدة قبيل اتخاذها تلك القرارات، وكان معظمهم يرفض تنفيذ ذلك قبل نهاية الموسم، وتؤكد المصادر ذاتها أن نائب رئيس النادي عادل جمجوم عرض الفكرة على عضو الشرف منصور البلوي، فرفضها الأخير «جملة وتفصيلاً»، على أن يتم درسها بجدية وتأمين لاعبين بدلاء في الصيف المقبل، غير أن الإدارة أصرّت على خطوتها التي أيدها رئيس «المجلس الشرفي» الدكتور خالد المرزوقي ومنحها «الضوء الأخضر». كما أكدت مصادر «الحياة» أن القرارات الأخيرة ستكلف الإدارة الحالية أكثر من 15 مليون ريال، تمثل إجمالي مستحقات اللاعبين «المبعدين» من رواتب شهرية متأخرة ودفعات لمقدمات عقود أيضاً متأخرة، في حين يعتزم محمد نور وحمد المنتشري وإبراهيم هزازي ورضا تكر رفع شكوى إلى لجنة الاحتراف ضد إدارة النادي لتأخر مستحقاتهم، على رغم موافقتهم المسبقة على جدولة مستحقاتهم في فترة الانتقالات الشتوية الماضية، حتى تمكن الفريق من تسجيل العناصر الأجنبية والمحلية في «قائمته». إلى ذلك، انتقد وكيل أعمال حارس مرمى الفريق مبروك زايد، عصام العبدلي الطريقة التي انتهجتها الإدارة الاتحادية في إبعاد عناصر خدمت الفريق أكثر من 10 أعوام، مؤكداً أنه من المفترض أن يغادروا ناديهم من الباب الكبير، مضيفاً: «لقد أخرجوهم بطريقة مجحفة في حق لاعبين خدموا ناديهم وضحّوا له بالكثير، وأسهموا في حصد أهم وأكبر البطولات المحلية والخارجية، فكان يجب أن يُقدروا عطاءاتهم». واستغرب العبدلي القرارات، قائلاً: «قبل شهر أصدرت إدارة النادي بياناً صحافياً تشكر فيه اللاعبين لوقفتهم الصادقة مع ناديهم، وتقديرهم لما يمرّ به النادي من أزمة مالية، واليوم تكافئهم بالإبعاد الذي أراه غير المبرر في هذا التوقيت تحديداً»، وأضاف: «تأخر مستحقات موكلي مبروك زايد المتكررة ليست مبرراً له ليغيب عن التدريبات في فترة سابقة، وعوقب بحسب لائحة الاحتراف الداخلية، لكن كان من الواجب على إدارة النادي أن تتخذ مع اللاعب خطوة أولى قبل أن تعلن قراراتها عبر وسائل الإعلام، فنحن لم يصلنا أي قرار، وينبغي عليهم أن يسلمونا خطاباً رسمياً بهذه القرارات حتى نرد عليها، والخطوة الأولى التي كنت أتحدث عنها هي الاجتماع مع اللاعب أو وكيل أعماله، وتسليمه خطاباً رسمياً بأنه سيتم إبعاد اللاعب حتى نهاية الموسم قبل الإعلان عن ذلك، فالآن هناك مستحقات متأخرة للاعبين، إضافة إلى شهرين مقبلين لعقوبة الإبعاد، فما هي الآلية التي سيتم بها تسليم اللاعبين مستحقاتهم خلال فترة الإبعاد، ولاسيما أن الإدارة ملزمة بصرفها؟». أما وكيل اللاعب محمد نور، الكويتي عبدالله الحمدان فأبدى استياءه هو الآخر من قرار إبعاد نور الذي قال عنه: «يجب أن يغادر نور ناديه محمولاً على الأعناق، فالطريقة التي تم بها إبعاده لا تليق بنور ونجوميته، كونه النجم الأول في السعودية وقاد الفريق إلى بطولات عدة، ولمحمد نور موقف لا يصدر إلا من عاشق لناديه، إذ عرض قبل ثلاثة أشهر مليوني ريال على إدارة النادي لسداد ديونها».