تفوح الورود بالضوع فتنثر رحيقها مخلّفة لغة يصعب تجاهلها، تدخل إلى كل قلب فيدق، تلفت كل نظر فترسم ابتسامة تلقائية على شفتي من يتلقاها أو يراها. شكّلت الزهور ركيزة أساسية في يوميات المجتمعات من كونها هدية عشّاق إلى التخفيف عن مريض أو ركناً أساسياً في الأفراح والأتراح. لطالما استوحى مصممو الأزياء من انسيابية الورود ومن ألوانها الغنّاء الكثير من المجموعات، وإن كان يرتبط الربيع بالورود المتنوعة، فهذا لم يمنع يوماً ظهور أنواع أخرى من الورود على الأقمشة تتماشى وألوان الخريف. وكون الأقمشة المطبّعة هذا العام من أبرز اتجاهات الموسم الحالي، فقد كرّس ذلك غنى التصاميم بأنواع الورود المتعددة من المطبوعة إلى المطرّزة أو المشكوكة على الأقمشة. زهرة المرأة هذا الموسم حاضرة معها. هي على حقيبتها أو على ملابسها أو حلية في عنقها. وإن كانت الزهرة من الأيقونات الرمزية لدور معينة كشانيل، وبخاصة في الأكسسوارات، فإنها تظهر بقوة عند كبريات دور المجوهرات أيضاً كبياجيه. الكلام عن الورود والزهور لا ينحصر بموسم أو مجموعة، فهي الرمز الذي لا تنقلب عليه الأيام فيبدو من زمن مضى، وإن كان ينحسر في بعض المرات في مجموعات الأزياء ليعود فيبرز بقوة تماماً كما في مجموعة برادا الأخيرة من الملابس إلى الجلديات فالأكسسوارات والنظارات، فهذه الورود تحجز ركنّاً يصعب التعدي عليه في عالم المجوهرات، من الدور المتخصصة وصولاً إلى متعددة خطوط الانتاج كديور، والتي باتت الورود جزءاً لا يتجزأ من مخزونها في عالم المجوهرات التي تتميز بألوانها الغنّاء، والتي أرادتها فيكتوار دو كاستيلان حديقة تعبق بالماس وأحجار كريمة منذ تشكّلها إلى أن يُصبح رحيقها فريسة النحل. لهذا الموسم، تمسكي بحقك بامتلاك وردة ترافقك أينما حللت، ولكل المواسم، ولا تبخلي على نفسك بوردة من مجوهرات تصلح لأن تتناقلها الأجيال.