اتجاهات الموضة ترتسم في أسابيعها، وإن كان بعض أسابيع الموضة يأخذ تغطية إعلامية أكبر من الآخر، فإن كلاً منها يكتسب أهميته من التفاصيل التي ينعم بها، أو من الروحية التي تطبع أزياءه. ما يميز أسبوع الموضة في ميلانو، أنه لا بد من أن يتأثر ب«الرومانسية» والجمال اللذين يطبعان المدن الإيطالية. وأزياء ربيع – صيف ميلانو هذا العام جاءت ترجمة وفية لما رغبت فيه دور الأزياء الإيطالية والعالمية على حد سواء. الطبيعة شكلت القاسم المشترك بين العروض، فبدت عروض ميلانو أقرب إلى محمية طبيعية مفعمة بالألوان والأشكال. أيقونة الصيف الأولى، البحر، حضرت في مجموعة «جاست كافالي» و«جورجيو امارني» و«البرتا فيراتي»، وحضر الأزرق بدرجاته وتموجاته في غالبية المجموعات. عروض ميلانو عمدت إلى إظهار أن الجلود والفرو مقبولة حتى في الصيف، كما بدا في مجموعة سيلفاتور فيراغامو الذي ركّز على الجلد بألوان الأسود والأبيض والبيج. وفي حين لم تخلُ مجموعة «ميوميو» من المعاطف والفرو والقفّازات، ظهرت الجلود الخفيفة الملونة في تصاميم «فيندب» التي تميّزت بألوان قويّة ممزوجة بطريقة هندسيّة وأزياء بقصّات تركّز على الأكتاف وتضخّم حجمها. Miu Miu أعادت هذا الصيف أقمشة الجينز إلى منصّات العرض، في إشارة إلى أنها ستبرز في المواسم المقبلة. وتابع جورجيو أرماني بموضة السراويل تحت الفساتين القصيرة والطويلة. تصاميم ماكس مارا في ميلانو طغت عليها الأقمشة الناعمة، والمزينة بطبعات من نقش النمر،الذي حاكى التنّين قي أزياء إيميليو بوتشي الذي استوحى تصاميمه من الصين. وقدّمت دولتشي إي غابانا الإيطاليّة مجموعة من التصاميم المستوحاة من أفريقيا، بخطوط ونقوش ملوّنة باتت علامة لهذه الدار في المواسم الأخيرة. مع «بلو مارين» و «بلو غيرل» ظهر الدانتيل والورود المطبوعة أو المطرّزة على القماش، وركّزت ألبرتا فيراتي على الفساتين المصنوعة من الخيوط المشكوكة بنعومة، مع دانتيل بالكاد يظهر. وأزهرت أيضاً أزياء «بوغاتا فينيتا» بأقمشة مطبوعة بالورود الصغيرة، لسيّدة راقية وناعمة. تطغى على تصاميم ميلانو الأقمشة الشفافة التي ترتكز على إبراز أنوثة المرأة من دون أن تعرّيها أو توقعها في الابتذال، لتمضي في موسم الدفء امرأة حرّة كفراشات في تنقلاتها من دون أن يعوقها قماش أو تحد من حركتها قصة.