شهدت باريس اسبوع الموضة للازياء الفاخرة للموسم المقبل خريف - شتاء 2012-2013، فاتجهت الانظار لمتابعة اتجاهات الموضة للموسم المقبل بشقها الاساسي، من دون ان تهمل التفاصيل المؤثرة في هذا العالم الخاص. والحدث الأبرز في عروض الموسم المقبل كان عرض المصمم البلجيكي راف سايمنوز الذي كشف مجموعته الأولى في دار «ديور» بعد رحيل جون غاليانو في آذار (مارس) 2011. وترقب الجميع العرض الأول للمصمم الذي قدم مجموعة استعاد فيها اللمسات الرئيسية من المصمم الاب كريستيان ديور، باستحضار الورود المطبعة، وبعض من الروح العامة للدار وبخاصة تلك التي اتسمت فيها حقبة 1947. من دون ادنى شك الفارق ظهر كبيراً بين «ديور-غاليانو» و «ديور-سايمونز»، غابت الشطحات التي عُرف بها الأول وحضر ذوق اقرب الى القواعد الاساسية للموضة. وحدها مجموعة «ديور» حوت الالوان الصارخة والصريحة، فحاكت العرض المسرحي الذي قدّمه الفرنسي فرانك سوربيه، الذي استخدم تقنية الاضاءة وال3D في عرضه الذي ظهر ترجمة لافكار خلاقة تحاكي مستقبل يطبعه الخيال العلمي. عروض اسبوع الموضة الفرنسي بدأ مع الايطالية دوناتيلا فيرساتشي التي جمعت الجلود والحرير، مع تصاميم ارتقت إلى مصاف المعايير الفرنسية الصارمة مع أزياء أنجزت بغالبيتها باليد وألبسة مفصلة بحسب المقاسات، وكانت الازياء البراقة في قلب تصاميم فيرساتشي الحريرية والمطبعة التي وضع عليها البلاستيك الشفاف. العروض التي جاءت متنوعة الى حد كبير، تميزت بلمسات فنية مسرحية. جيامباتيستا فالي التقط وجه عارضاته بشباك ضيقة، وعمد الى تعليق فراشات اصطناعية على رؤوسهن او حتى كم افواههن بها... كم من الفرشات والورود المطبّعة او المصنوعة البتلات بواسطة الاقمشة ظهرت في موسم الخريف، متحدية الطبيعة ومذكرة بربيع مزهر يناقض الاوراق المتساقطة في الخريف؛ وحدها الالوان الداكنة اوحت بالحنين الى الدفء في موسم البرد. وعمد جورجيو ارماني الى تقديم عارضاته مختمرات ببرقع من الحرير والموسلين، خُمُر مطرزة لأبهى طلة، لتبدو العارضة أقرب إلى أميرة من عصور غابرة. وحافظ كارل لاغرفيلد على مسيرة دار «شانيل» التصاعدية، عبر الحفاظ على الأناقة البسيطة المليئة بالتفاصيل الدقيقة. وعاد الشيفون بقوة في مجموعات فالنتينو وغوستافولين وجان بول غوتييه. وشهد أسبوع الموضة في باريس إشراقة مع مجموعة المصمم اللبناني العالمي إيلي صعب، الذي استوحى مجموعته من عهد الامبراطورية العثمانية، مجسّداً تلك الفترة في اختياره الأقمشة والألوان. وإرضاء لذوق السيدة العصرية، مزج صعب نوعين أو أكثر من الأقمشة في معظم الأزياء وطعّمها بالتطريز الفاخر. وطغى اللون الذهبي على مجموعته، وإن استخدم الزهري الفاتح والأزرق والرمادي والأسود والبيج. وقدّم جورج شقرا مجموعته مثبتاً جدارته في الابتكار والابداع بأقمشة منسدلة حيناً ومنحسرة عن أجزاء من جسد المرأة لتنضح أنوثة من طيات الأقمشة. ومن قلب الأساطير حيث تنصهر حريّة العيش مع حريّة الحب، استوحى جورج حبيقة تصاميم تجمع بين رومانسيّة قصص الخيال ووادي الأحلام وبين شغف قصص العشق والغرام. وقدم داني أطرش مجموعة تميزت بالموديلات المبتكرة التي تتناسب مع السيدة العصرية بألوان دافئة وغنية بلمعان تطريز فيه كثير من سحر الشرق.