التقاعد بلا أمراض أصبح حلماً يراود الكثيرين في زمننا الحالي، حيث زادت الأمراض المزمنة وانتشرت بشكل كبير مع سن الخمسين. ويعزى هذا الأمر إلى العديد من العوامل المتعلقة بنمط الحياة الحديث مثل: قلة الحركة والنظام الغذائي غير الصحي والإجهاد المستمر ومع أن التقدم الطبي ساعد في زيادة متوسط العمر المتوقع إلا أنه لم ينجح بالقدر الكافي في تحسين نوعية الحياة لمن تجاوزوا الخمسين خاصة فيما يتعلق بالوقاية من الأمراض. إن من الأسباب التي تجعل التقاعد بلا أمراض حلماً هو نمط الحياة غير الصحي فقلة النشاط البدني والاعتماد الكبير على الأطعمة الجاهزة والمعلبة وقلة استهلاك الفواكه والخضروات كلها عوامل تؤدي إلى السمنة وارتفاع ضغط الدم والسكري بالإضافة إلى ذلك الإجهاد والتوتر حيث يواجه الأفراد في حياتهم المهنية ضغوطاً هائلة تؤثر على صحتهم النفسية والجسدية والإجهاد المزمن يرتبط بعدد من الأمراض مثل: أمراض القلب والسكتة الدماغية. للوصول إلى سن التقاعد بصحة جيدة ينبغي اتباع عدة خطوات أولاً ممارسة النشاط البدني بانتظام حيث إن الحفاظ على لياقة بدنية من خلال التمارين الرياضية اليومية يمكن أن يقي من أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والعديد من المشاكل الصحية الأخرى وكذلك التغذية الصحية، إذ إن اتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبروتينات الصحية يساعد في الوقاية من العديد من الأمراض ولا ننسى الفحوصات الدورية فهي تساعد على اكتشاف الأمراض في مراحلها المبكرة مما يسهل علاجها أو الحد من تأثيرها والأهم التثقيف الصحي، حيث إن الاطلاع على أحدث المعلومات حول الوقاية من الأمراض والعلاجات يساعد في اتخاذ قرارات صحية أفضل. في النهاية الحفاظ على صحة جيدة بعد التقاعد ليس أمراً مستحيلاً لكنه يتطلب تغييراً في نمط الحياة والالتزام بعادات صحية في وقت مبكر.