عقدت قيادة حركة «حماس» اجتماعاً لها في القاهرة مساء امس لانتخاب رئيس للحركة، وهو المنصب الذي من المرجح ان يتنافس عليه ثلاثة قياديين هم رئيس المكتب السياسي الحالي خالد مشعل، ونائبه موسى ابو مرزوق، ورئيس الحكومة المقالة في غزة اسماعيل هنية. وعقد الاجتماع بحضور اعضاء المكتب السياسي في الداخل والخارج، واعضاء مجلس الشورى ال 60، فيما حضر المرشد العام ل «الإخوان المسلمين» محمد بديع الجلسة الإفتتاحية التي عقدت في مبنى خاص (فيلا) في أحد أحياء شرق القاهرة تحت حراسة مشددة وبعيداً عن أعين الإعلام. وقالت مصادر موثوقة ل «الحياة» إن الشخصية التي ستفوز برئاسة الحركة يجب أن تحصل على نسبة تأييد تصل الى الثلثين من كامل أعضاء مجلس الشورى، لافتة إلى هذا الأمر مستبعد من الجلسة الأولى. وتبدأ عملية الانتخاب بترشيح ذاتي او من اعضاء في الاطار القيادي، ليتم لاحقا التصويت المباشر في اجتماع غير علني حال ترشيح اكثر من شخص، ويفوز من يحصل على الغالبية، او بالتزكية. واوضحت المصادر أن ثلاثة قادة يتنافسون على شغل الموقع، هم مشعل وابو مرزوق وهنية. وقالت ان مشعل يحظى بدعم كبير من قيادات الحركة في الضفة، وله أنصاره في إقليم الخارج، خصوصا في صفوف الأسرى، كما يحظى بدعم عربي ودولي، مشيرة الى أن كلا من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان، أعرب عن أمله في أن يتراجع مشعل عن قراره عدم ترشيح نفسه رئيساً للحركة لأن المرحلة الراهنة تتطلب وجوده. واضافت المصادر ان أبو مرزوق يحظى بتأييد أنصار له في إقليمغزة، وأيضا بدعم من شخصيات ذات ثقل في الخارج، فيما يحظى هنية بدعم كبير في اقليمغزة حيث ترى كوادر الحركة ضرورة أن تسترد غزة ثقلها ومكانتها بأن تعود القيادة إلى الداخل، أي أن يكون قرار الحركة صادرا من الداخل لضمان استقلاليته، خصوصا في ضوء المتغيرات الأخيرة في المنطقه. واشارت إلى أنه رغم الشعبية التي يحظى بها أبو مرزوق في غزة، إلا أنه في النهاية محسوب على الخارج. وكشفت المصادر أن شخصيات وازنة في «حماس» طلبت من هنية الانسحاب لمصلحة أبو مرزوق، لكنه بعد أن أبدى قبوله، تراجع وقرر أن يخوض المنافسة على موقع رئاسة الحركة. وسيكون لممثلي التنظيم العالمي ل «الإخوان» الذين يشاركون بفاعلية في الانتخابات، تأثيرهم في حسم هوية من يشغل موقع رئاسة الحركة، وان كان سيتم انتخاب مشعل مجدداً في الدورة المقبلة، أم أن هناك قائداً جديداً للحركة سيخلفه. في السياق ذاته، لم يستبعد القيادي في الحركة أسامة حمدان أن يتراجع مشعل عن قراره الأخير عدم ترشيح نفسه رئيساً للحركة في حال طلب منه ذلك. وقال ل «الحياة»: «مصالح الحركة ومتطلباتها هي التي ستملي على مشعل الموقف الذي سيتخذه»، لافتاً إلى أنه قد يتراجع عن عدم رغبته في رئاسة المكتب السياسي للحركة إذا تطلبت مصلحة الحركة ذلك، وطلب منه من الأخوة في الحركة ذلك إعلاء لمصالحها. يذكر أن مجلس شورى الحركة يضم 15 عضواً ممثلين عن كل إقليم (غزة والضفة والخارج)، إضافة الى رئيس مجلس الشورى، ورئيس المكتب السياسي، وممثلين عن الأسرى، وممثلين عن التنظيم العالمي ل «الإخوان» في كل من الأردن ولبنان وتونس وليبيا. وبحسم هوية رئيس المكتب السياسي للحركة، تنتهي عملية انتخابية داخلية طويلة استمرت عاما كاملا.