قتل تسعة عراقيين، على الاقل، بتفجير صهريج مفخخ استهدف مقراً للشرطة شمال أمس. واظهرت حصيلة عدد ضحايا اعمال العنف في آذار (مارس) الماضي ارتفاعاً ملحوظاً. ووقع الانفجار الاخير في تكريت، معقل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وفي الذكرى العاشرة للغزو الاميركي الذي يفترض انه كان يهدف الى تأسيس نظام ديموقراطي حليف في الشرق الاوسط. لكن بدلاً من ذلك ترك البلاد تغرق في اعمال عنف وخلافات سياسية من دون نهاية. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة صلاح الدين قوله ان «ثمانية من عناصر الشرطة ومدنياً على الاقل قتلوا وأصيب حوالى 28 آخرين في هجوم انتحاري بصهريج مفخخ استهدف مقر مديرية الشرطة في تكريت». وأكد طبيب في مستشفى تكريت تلقي سبع جثث ومعالجة 11 جريحاً اصيبوا في الهجوم، مشيراً الى ان غالبية الضحايا من الشرطة. وتشهد محافظة صلاح الدين وكبرى مدنها تكريت هجمات متكررة بعضها انتحاري، غالباً ما يتبنى تنظيم «القاعدة» تنفيذها. وجاء التفجير متزامناً مع احصاءات عراقية رسمية اظهرت ان اعمال العنف في آذار كانت الأكثر دموية منذ اعمال العنف التي سبقت انتخابات اب (اغسطس) عام 2010. وقال مسؤول امني: «مع اقتراب الانتخابات كحدث مهم تدفع القوى الارهابية المعادية للعملية الى زيادة اعمال عنف لإحداث اكبر قدر ممكن من الاخلال بالامن ما قد يؤدي الى تعطيل العملية». وكان مجلس الوزراء العراقي قرر تأجيل الانتخابات المقررة في 20 نيسان (ابريل) في محافظتي نينوى والانبار بسبب توتر الاوضاع الامنية فيهما. واتهم المسؤول الامني «جهات مرتبطة بدول اجنبية واطرافاً داخلية تعمل بصورة حثيثة لافشال العملية السياسية في البلاد». ووفقاً لحصيلة اعلنتها وزارات الصحة والداخلية والدفاع، فقد قتل 163 شخصاً في الهجمات خلال آذار، وهم 95 مدنياً و45 شرطياً و23 جندياً. كما اصيب 256 عراقياً، هم 135 مدنياً و77 شرطياً و44 عسكرياً. وكانت المصادر ذاتها اعلنت مقتل 136 عراقياً واصابة 228 آخرين خلال شباط (فبراير) الماضي. وتؤكد حصيلة اعدتها وكالة «فرانس برس» وفقاً لمصادر امنية وطبية، مقتل 271 شخصاً واصابة 906 خلال الهجمات التي وقعت الشهر الماضي، وتمثل ارتفاعاً بعدد ضحايا الشهر السابق حين قتل 220 شخصاً واصيب اكثر من 570 آخرين. ويعد الثلثاء 19 آذار الماضي، عشية الذكرى العاشرة لغزو العراق، اليوم الأكثر دموية خلال الشهر، عندما قتل 56 شخصاً على الأقل في هجمات دامية بينها انفجار سيارات مفخخة في عموم البلاد. كما يعد 19 آذار اليوم الاكثر دموية منذ التاسع من ايلول (سبتمبر) عندما قتل حوالى 70 شخصاً. وعلى رغم ان اعمال العنف شبه يومية في العراق، خصوصاً في بغداد وشمالها وغربها، فان حصيلتها لا تقارن بعدد القتلى الذي سجل بين العامين 2006 و2008 والذي كان يصل الى الآلاف كل شهر. وغالباً ما يعلن تنظيم «القاعدة» في العراق مسؤوليته عن الهجمات التي تستهدف في معظمها عناصر الامن والمقرات الحكومية اضافة الى تجمعات في مناطق شيعية في وسط وجنوب البلاد. من جهة اخرى، اصيب مدير ناحية سليمان بيك التابعة لقضاء خورماتو في هجوم ارهابي مسلح صباح أمس. وذكر مصدر في الشرطة أن طالب محمد البياتي، مدير ناحية سليمان بيك الذي يشغل منصب قائمقام طوز خورماتو بالوكالة، اصيب في هجوم مسلح استهدف موكبه. وشغل البياتي منصب القائمقام السابق شلال عبدول الذي اصيب بتفجير استهدف سيارته مطلع الاسبوع.