من يستمتع لمحاضرة الأمير نواف بن فيصل الأخيرة في المدينةالمنورة، يتساءل: هل بدأ صبر الأمير ينفد على البعض، وهل يرى أن الحريات التي منحت للبعض ارتدت عليه، وجعلت سلطاته في موقف لا يحسد عليه؟. ها نحن نعيش الربع الأخير من سنة الأمير في منصبه كرجل الرياضة الأول، وبنظرة بسيطة لمجريات السوق الرياضي السعودي نجد أن مؤشرات النجاح لا تكاد ترضي المراقبين، ولا تغري الكثيرين بالاهتمام بالسوق. الأمير نواف ذو خلفية سياسية علمية، ويملك جينات والده، ويحمل كاريزما لها حضورها الواضح، لكنه حتى الآن لم يقدم على خطوات إصلاحية كبرى. لازال ممسكاً بكل شيء بيده. حتى منصب نائبه لا يزال شاغراً، وهذا ما يزيد الحمل عليه، أشغل نفسه بمناصب عربية وإسلامية لا طائل منها، إلا بروتوكولات وتشريفات تلخبط روزنامة العمل اليومي ليس إلا!. حتى إطلالته في «التويتر» بين مد وجزر، وما نزال أسرى للتسامح ومنح الفرص، ولابد أن نصبر، والخطط ذات العقود التي ستمتد لقرون بلا طائل!. منتخبنا لكرة القدم يشهد أسوأ حالاته.. ومهدد لأول مرة منذ عقدين من الزمن بالخروج المبكر من تصفيات كأس العالم، ولو خرجنا مبكراً، فهل سيملك سموه الجرأة ويعترف بالفشل ويغادر معززاً مكرماً، أم ستعود لجان التطوير والإنقاذ وما سواها؟. الأمير نواف في المدينة، أشرك الكل في مشكلات الشباب والرياضة، ولم يحمل الرئاسة ما تحتمل من أخطاء.. أو ليعترف أن الرئاسة تحمل فوق طاقتها، ولا تجد عوناً لها من بعض مؤسسات الدولة ذات العلاقة والاختصاص. اهتممنا بالرياضة فأضعنا الشباب.. وجعلنا الكل يتدخل في أمور الشباب ويؤدلجها كما يحب، والرئاسة تقف متفرجة وترصد لها الميزانيات وتكتفي بإنجازات ورقية. آن الأوان لفصل الرياضة عن الشباب، لأن وجودهما معاً فيه ظلم لطرف على حساب طرف، ولابد للرياضة أن تستقل حتى عن الحكومة، وتكون هيئة ذات مسؤولية بتشغيل وموارد ذاتية، حينها لن نغضب عندما نسمع أن مدرب المنتخب يتسلّم 50 مليوناً، ومركز للشباب لا نجد له 100 ألف تنفق عليه، وهذا يجعلنا نطلب من الرئاسة أن تعلن للملأ، من يدفع رواتب المدربين والأجهزة الفنية؟ هل هي الحكومة؟ أم هي هيئة دوري المحترفين؟ أم الشركة الراعية أم.. أم..؟ قرأت قبل يومين أن إدارة المنتخب قررت صرف 24 ألف ريال، مكافأة للفوز على تايلاند.. لو كان لي من الأمر شيء، لقررت خصم 24 ألف ريال على كل لاعب في حال الهزيمة أو التعادل.. وحينها سنرى الفرق!. [email protected] Twitter | @k_batli