يتأهب فريق الفتح إلى القفز بصدارة ترتيب دوري «زين» السعودي عندما يحل ضيفاً على نظيره فريق هجر مساء اليوم في ختام الجولة ال23، وعلى رغم تباين طموحات الطرفين، إلا أن مباريات فرق المنطقة الواحدة دائماً ما تكون ذات طابع إثارة وندية يلغي الاعتبارات كافة، وبلا شك أن التنافس الأزلي بين الفريقين سيرفع من حدة الصراع على أرض الميدان. الفتح صاحب ال55 نقطة في المركز الأول بات قريباً من إعلان التتويج الرسمي ببطولة الدوري، بغض النظر عن نتائج الجولات الأخيرة، فالفارق الشاسع بينه وبين الخصوم، جعل معادلة الحسم سهلة جداً لأبناء الفتح، ويدرك المدرب التونسي فتحي الجبال أن المباريات المتبقية تحتاج تعاملاً مختلفاً عن المواجهات السابقة، لذا سيكون في غاية الحرص على تجهيز اللاعبين نفسياً قبل الشق الفني، والأجندة الزرقاء مليئة بالعناصر ذات الحماسة العالية التي تقاتل حتى اللحظة الأخيرة، ما جعل حلم تحقيق بطولة الدوري في متناول اليد. يمتاز أداء الفريق الفتحاوي بالتوازن بين الشقين الدفاعي والهجومي، ودائماً ما يكون البرازيلي خوزيه ألتون منطلق الهجمات كافة، إذ يتحرك بأناقة كبيرة بين جنبات الملعب، وينجح في صناعة اللعب وتسجيل الأهداف بطريقة لا يجيدها سوى من هم بقامته الفنية، كما أن ربيع سفياني وحمدان الحمدان والكونغولي دوريس سالمو ومن خلفهم الشاب حسين المقهوي يشكّلون قوة هجومية ضاربة تكسر أعتى الحصون الدفاعية، إذ يجيدون نقل الهجمة السريعة بطريقة رائعة، فيما يحمل الأردني شادي أبوهشهش على عاتقه مهمة المساندة الدفاعية، ما يجعل مهمة قلب الدفاع السنغالي كيمو سيسكو ليست بالصعبة. الفتح مرشح قوي لمواصلة حصد النقاط، وإكمال متطلبات البطولة، على رغم الأداء المتواضع الذي ظهر به في الجولة السابقة أمام الفيصلي، إلا أنه قادر على استعادة هيبته الفنية، فحماسة اللاعبين وقتاليتهم العالية طوال التسعين دقيقة، تجعلان جماهيرهم تتأهب للاحتفال بكأس البطولة باكراً. وعلى الطرف الآخر، يتحصن هجر بالأرض والجمهور بحثاً عن إحداث المفاجأة وإسقاط البطل المنتظر، سعياً للإبقاء على فرص مواصلة المشوار في دوري الكبار في الموسم المقبل، فالفريق في المركز ال13 (ما قبل الأخير)، ولا يملك سوى 15 نقطة. ويدرك المدرب المصري طارق يحيى أن حظوظ فريقه بالبقاء صعبة جداً، ولا مجال للتفكير بغير الفوز، لذا لن يتردد في التخلي عن قناعاته الدفاعية، ويحرر لاعبي الوسط من القيود الدفاعية، خصوصاً أن لديه عدداً من عناصر الخبرة في مناطق المناورة، بوجود المصريين أيمن عبدالعزيز وأحمد بكري وكذلك عبده حكمي، إلى جانب حيوية المهاجمين العاجي أوسو كونان وخالد الرجيب. هجر ظهر بمستويات متواضعة في منافسات الموسم الحالي، ولم يحقق سوى 3 انتصارات في مقابل 12 خسارة، إلا أنه مطالب بالتفوق على ظروفه وإمكاناته الفنية في الجولات الأخيرة، لتثبيت أقدامه بين الكبار في الموسم المقبل.