بين رغبته في مواصلة التغريد، بعيداً عن صدارة الدوري، وتأكيد أحقية التوهج الذي كان وما زال عليه هذا الموسم، يدخل فريق الفتح مساء اليوم مباراة مفصلية، عندما يحل ضيفاً على فريق الاتحاد ضمن منافسات الجولة ال21 من دوري زين للمحترفين على ملعب مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية في الشرائع. تأتي أهمية هذه المواجهة بالنسبة إلى الفريق «النموذجي» لمواصلة توسيع الفارق النقطي عن أقرب منافسيه الهلال والشباب، إذ يترقب أنصار الفريقين تعثر المتصدر في نزال الليلة، والبحث عن فوز في هذه الجولة، يقلص الفارق معه إلى أربع نقاط. ويدخل الفتح اللقاء ب49 نقطة، ويسعى إلى تجاوز عقبة الاتحاد، إذ لم يعد يفصله عن الاحتفال باللقب الأول سوى 5 مباريات «الفيصلي وهجر والأهلي والفتح والاتفاق». من جانبه، يبحث الاتحاد الذي يقدم أقل عطاءاته الفنية والنتائجية في استحقاقات الموسم الحالي عن تضميد الجراح وحفظ ماء الوجه، بعد أن خسر من متذيل الترتيب الوحدة الأسبوع الماضي بهدفين لهدف، وهو الفوز الوحيد ل«فرسان مكة» في الدوري. ويخوض الاتحاد، الذي يحل ترتيبه السابع ب27 نقطة، موقعة الفتح على أمل إسعاد جماهيرهم من خلال الفوز على متصدر الدوري الطامح للقبه الأول، خصوصاً بعدما استغنت الإدارة الاتحادية عن المدير الفني راؤول كانيدا ومساعده، وإسناد مهمة الإشراف الفني لمدرب الفريق الأولمبي «بينات» الذي عمل في التدريبات الأخيرة على وضع نهج فني مختلف، عامداً إلى معالجة الأخطاء التي حدثت من فريقه في المباريات الماضية، وساعده في ذلك الإصرار والعزيمة من جانب لاعبي الفريق، خصوصاً بعد أن تعاهدوا في اجتماع خاص داخل معسكر الفريق على حصد النقاط المتبقية في منافسات الدوري. وعلى رغم قُصر فترة تولي «بينات» على المهمة الفنية، إلا أن الكثير يؤكد أن لمساته لن توضح في شكل جلي في أول مباراة يشرف فيها على الفريق الاتحادي، وإنما الكلمة ستكون للاعبين واجتهاداتهم داخل الميدان بخلق روح راغبة في إعادة الفريق إلى وضعه الطبيعي، والدخول إلى آخر استحقاق محلي، كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال في شكلٍ مختلف يُسعد أنصاره. ويعتمد الجهاز الفني لفريق الاتحاد على العناصر نفسها التي لعبت المباريات الماضية مع المدرب كانيدا المُقال، مع إعادة اللاعب محمد نور وإبعاد الفلسطيني أنس الشربيني، وتغيير طريقة اللعب بإشراك مهاجمين اثنين بوجود البرازيلي بيل ومن خلفه أحمد الفريدي، بينما سيوجد كل من سعود كريري وموديست إمبامبي وخورخي ساندرو ومحمد نور في منطقة الوسط، وحمد المنتشري وأسامه المولد وأحمد عسيري وإبراهيم هزازي في الدفاع وفواز القرني في حراسة المرمى. في المقابل، تتميز مرحلة الفتح ومدربه فتحي الجبال، وهي المرحلة التي لن ينساها الفتحاويون بالتعامل الواقعي لكل مباراة، وخوضها كأنها مباراة حسم ونهائي، عطفاً على إجادة الجبال في توظيف قدرات لاعبيه من خلال وضع الطرق والأساليب الفنية التي تمكنهم من تحقيق الانتصارات المتوالية، ويركز المدرب على الفتح عادة على الأداء الجماعي، وتحركات لاعبي الوسط مع الفاعلية الهجومية والتنظيم الدفاعي. وتأتي منطلق الهجمة الفتحاوية دوماً عن طرق متنوعة، ما يُصعب مهمة الفرق المقابلة، ويتخوف الجهاز الفني من إشراك حارس المرمى عبدالله العويشير العائد من الإصابة لأهمية مباراتهم الليلة، في وقت ربما يُشرك فيه الحارس محمد شريفي الذي تعايش مع توليفة الفتح أخيراً، في حين يُعطي وجود بدر النخلي والسنغالي كيمو سيسكو وعبدالعزيز أبوشقرا وعبدالله العبدالله الاطمئنان للصفوف الخلفية للفريق، كما أن الحال ذاتها للاعبي الوسط المُجيدين للمهارة الجماعية والفكر الكروي بوجود البرازيلي التون جوزيه وحسين المقهوي وحمدان الحمدان ومحمد الفهيد في منطقة المنتصف، وأما هجومه، فهو قادر على التسجيل لوجود الكنغولي دوريس سالمو وربيع السفياني، وما يُميز الفتح هذا الموسم وجود لاعبين على مقاعد البدلاء، قادرين على تعويض أي عنصر أساسي، كصادق العيد وعبده برناوي وعدنان فلاته والأردني شادي أبوهشهش ومبارك الأسمري.