تستكمل منافسات الجولة ال23 من دوري «زين» السعودي مساء اليوم، عندما تقام خمس مواجهات، فالهلال يستضيف نظيره الاتحاد، والشباب يلاقي التعاون على ملعب الأول، فيما يحل النصر ضيفاً على نجران، والاتفاق يلاقي الشعلة، والوحدة يستضيف الفيصلي. الهلال - الاتحاد «كلاسيكو» ينتظره الشارع الرياضي عامة، وأنصار الفريقين بخاصة، مع صدور جدول الدوري مطلع كل موسم، لما يحمل من إثارة وندية تتجاوز محيط المستطيل الأخضر، فهي مباراة مختلفة تماماً، وذات رونق خاص، لا تعترف بأية عوامل تسبق الصافرة الأولى، ولا مجال للحديث عن النقص العددي وموقف الطرفين في سلم الترتيب، ولا الأوضاع الفنية لأية فريق، كون الاعتبارات كافة غير مؤثرة في «كلاسيكو» الاتحاد والهلال، الذي تطغى عليه الحماسة والتفوق على الظروف والغيابات، بل إن الفريق المنقوص في غالب الأحيان تكون له الغلبة في نهاية المطاف. الهلال يدخل المباراة باحثاً عن التمسك ببصيص الأمل لانتزاع الصدارة، وإن كانت المعطيات تؤكد أن البطولة ذهبت إلى الفتح، ما لم تحدث معجزة كروية تغير حسابات الصدارة، فالهلال يمتلك 48 نقطة في مراكز الوصافة، بفارق سبعة نقاط عن المتصدر الفتح، وفي حال خسارة الهلال وفوز الفتح في مباراة الغد أمام هجر يكون الأخير توج رسمياً بالبطولة، ليدخل الهلال بعد ذلك في معترك آخر من أجل ضمان بطاقة التمثيل الآسيوي، خصوصاً وأن الفارق النقاطي بينه وبين منافسيه الشباب والأهلي والنصر سيكون ضئيل جداً. المدرب الكرواتي زلاتكو ما زال يجد القبول من الجماهير الهلالية بعد أن وفق في تحقيق بطولة كأس ولي العهد، وقدم الفريق تحت إشرافه مستويات مقنعة إلى أبعد الحدود مقارنة بما كان يقدمه مع المدرب المقال الفرنسي كومبواريه، ويظل ياسر القحطاني ونواف العابد ومحمد الشلهوب العناصر الأهم في أجندة الكرواتي زلاتكو، إضافة إلى الكوري الجنوبي يوبيونغ على رغم إصرار المدرب على إبقائه في دكة الاحتياط، إلا أنه مهاجم خطر ويملك حماسة عالية جداً إلى جانب القتالية التي تقلق المدافعين، وبات جلوسه على مقاعد الاحتياط أشبه باللغز المحير للجماهير، خصوصاً أنه ينجح في التسجيل حينما يشارك في أجزاء بسيطة من أية مباراة. فيما الاتحاد يدخل المواجهة ب30 نقطة في المركز السابع، ولم يظهر هذا الموسم بالمستوى المرضي لعشاقه، وأصبح طموحه تحقيق انتصارات معنوية، بعد أن فقد فرص المنافسة على مراكز المقدمة، وتأكد غيابه عن دوري أبطال آسيا للنسخة الثانية على التوالي، وعلى رغم الظروف التي تلازم الفريق، إلا أن وجود أسماء تملك خبرة عريضة أمثال محمد نور ونايف هزازي وأسامة المولد من شأنها أن تنتشل الفريق من مغبة النتائج السيئة، والعودة إلى ساحة الانتصارات. الشباب - التعاون تتباين طموحات الطرفين، فالشباب يتطلع إلى خطف مركز الوصافة، بعد أن تلاشت حظوظه بالمنافسة على المركز الأول، إذ يمتلك 44 نقطة في الخانة الثالثة، ما يجعل المدرب البلجيكي برودوم لا يلتفت لغير النهج الهجومي منذ صافرة البداية، خصوصاً وأن الصراع اشتد بين الشباب والهلال والأهلي والنصر على مراكز المقدمة، بعد أن شارف الفتح على إنهاء حسابات الصدارة. الكفة الشبابية تتفوق كثيراً على الضيوف، ومتى ما تعامل برودوم بمثالية مع قدرات لاعبيه، فلن يجد صعوبة في إضافة ثلاث نقاط إلى رصيد فريقه، وستكون ثمينة جداً مع اقتراب اختتام المنافسات رسمياً، ويكفي وجود لاعبين بقامة البرازيليين فرناندو وكماتشو والأرجنتيني تيغالي واحمد عطيف وغيرهم من الأسماء ذات الوزن الثقيل. أمام التعاون، يدخل المباراة ب16 في المركز ال12، ويسعى جاهداً إلى تحقيق نتيجة إيجابية تبقي على آماله في البقاء موسم آخر في دوري الكبار، ولا شك أن المهمة في غاية الصعوبة، فالخصم فريق كبير، ولن يقبل بالتنازل عن أية نقطة. نجران - النصر يتحصن نجران بالأرض والجمهور، لتأمين موقفه في مناطق الوسط، ولديه 24 نقطة في المركز الثامن، والفوز سيمنحه تأكيد البقاء من دون النظر إلى نتائج الفرق الأخرى، وعلى رغم تراجع مستويات الفريق في الآونة الأخيرة، إلا أن المدرب تحت يده أسماء أكثر من جيدة تستطيع مجاراة كبار الفرق، بوجود السوريين جهاد الحسين ووائل عيان، والأردني حمزة الدردور. وعلى الطرف الآخر، يدخل النصر ب39 نقطة في المركز الخامس، ويمني النفس بالعودة إلى ساحة الانتصارات، بعد أن فشل في تحقيق أية فوز منذ خسارة نهائي كأس ولي العهد أمام الهلال، إذ خسر أمام العربي الكويتي في الاستحقاق العربي، قبل أن يخرج بالتعادل أمام الوحدة والشباب في المنافسات المحلية، ويدرك المدرب الأوروغوياني كارينيو أهمية الفوز في المرحلة الحالية، لمواصلة رحلة البحث عن أحد مقاعد التمثيل الآسيوي في النسخة المقبلة، وعلى رغم الظروف التي يعاني منها الفريق بإصابة شايع شراحيلي وعدم تأكد جاهزية البرازيلي باستوس والمصري حسني عبدربه، إلا أن النصر قادر على تحقيق الفوز في ظل وجود العناصر البديلة. الاتفاق - الشعلة مواجهة مهمة جداً للضيوف في ظل اشتداد الصراع على مقاعد البقاء، فالشعلة لدية 21 نقطة في المركز العاشر، وليس أمامه خيار سوى الفوز ولاشيء غيره، للابتعاد عن معترك المراكز الأخيرة، في الوقت الذي يتطلع الاتفاق إلى تحقيق فوز معنوي، بعد أن تلاشت حظوظه بالمنافسة على مراكز المقدمة، إذ يحتكم إلى 34 نقطة في المركز السادس. الوحدة - الفيصلي تتشابه طموحات الطرفين، وإن كانت المباراة تهم الوحدويين كثيراً، فالخسارة تعني مغادرة دوري الأضواء رسمياً في حال فوز هجر أمام الفتح في مباراة الغد، لذا ستكون مواجهة مختلفة تماماً، وسيقاتل لاعبو الفريق حتى الرمق الأخير، سعياً للتشبث بالأمل الصعب. كما أن المواجهة في غاية الأهمية للفيصلي صاحب ال18 في المركز ال11، ولا خيار أمامه سوى التقاط النقاط الثلاث كاملة، لتعزيز موقفه في صرع البقاء.