بقي الوضع الأمني في مدينة طرابلس (شمال لبنان) وتحديداً بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن، هشاً على رغم إصرار أطراف الاشتباكات المستمرة منذ يومين على التزامهم وقف النار، على ان دخول فوج مغاوير الجيش مساء امس، الى خط التماس اي شارع سورية بآليات واعداد كبيرة من شأنه تهدئة الاوضاع. وكان تجدد أعمال القنص خلال النهار بعد جولة عنف ليلية، ادى إلى مقتل مواطن وجرح آخرين، فيما واصل الجيش اللبناني انتشاره الكثيف وتدابيره لملاحقة المتورطين في إطلاق النار. وسيّر دوريات راجلة عند الخط الفاصل بين المنطقتين، وأقام الحواجز الثابتة عند مفترق الطرق والمستديرات الرئيسية. وأعلن المسؤول الإعلامي في الحزب «العربي الديموقراطي» عبد اللطيف صالح أن المواطن فؤاد شاهين قتل برصاص قنص على محور باب التبانة، بعدما تجددت عمليات القنص على خط التماس بين المنطقتين. وطاول القنص الأوتوستراد الدولي الذي يربط طرابلس بعكار بين دوار نهر أبو علي والملولة، وقامت القوى الأمنية بقطعه. كما أدت عمليات القنص إلى سقوط جريحين هما حنان معروف وعلي عبدالله. وكان الهدوء خيّم على محاور الاقتتال فجراً بعد ليلة عنيفة استخدمت خلالها أسلحة خفيفة ومتوسطة وقذائف صاروخية، ورد الجيش اللبناني على مصادر النيران بالأسلحة المتوسطة. وأدى الوضع المتوتر إلى تراجع حركة السير في الأحياء القريبة من أماكن الاشتباكات، ولم تفتح معظم المحال التجارية والمؤسسات في مناطق التوتر وصولاً حتى منطقة دير عمار. وتفقد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل مواقع وحدات قوى الأمن الداخلي في منطقة الشمال، وترأس عصراً اجتماعاً أمنياً في سراي طرابلس. وقال بعد الاجتماع انه سيواصل عمله في الداخلية «حتى آخر لحظة». ودعا رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى اجتماع للمجلس «الذي يضم كل الافرقاء وتوقيع وثيقة عنوانها الامن في لبنان وتحديداً في طرابلس وعدم تغطية اي مسلح في المدينة وساعتئذ يمكن للاجهزة الامنية القيام بواجباتها على اكمل وجه»، منتقداً خطابات بعض رجال الدين المحرضة ضد الطوائف». وأكد في تصريح سابق «الإمساك بالوضع الأمني في طرابلس»، وقال: «لن نقع في فراغ أمني، وسنبقى على تواصل مع الأجهزة الأمنية على الأرض ونقوم بواجبنا، ولن نترك الأرض مهما حصل». ورأى مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني أن «أمن لبنان من أمن طرابلس والشمال». وقال: «هذا عنوان ينبغي أن نعمل جميعًا تحت مفهومه، لذلك نأمل بأن تعي جميع الجهات هذه الحقيقة ولا تفرط بها لأنها بداية المسير على طريق الأمان والأمن لتلك المنطقة العزيزة وأبنائها على قلوبنا، واللبنانيون ينتظرون هذه البشرى من الشمال اللبناني في هذا السياق حيث القلق يساورهم من أن ينفجر لبنان من الشمال على رغم حرصنا ومحبتنا لأبنائه». وحض «أبناء الشمال على ضرورة التنسيق في ما بينهم لعدم حصول خطأ يجر لبنان إلى اضطراب الأمن»، معتبرًا أن «لبنان يمر بظروف مصيرية ويحتاج إلى مزيد من التعاون بين اللبنانيين والدولة ومؤسساتها والحكمة في معالجة الأمور الطارئة بالتنسيق بين الجميع حرصًا على وحدة اللبنانيين كي لا تندلع شرارة الفتنة بينهم».