تسعى دول المنطقة إلى الانتقال من مرحلة وضع الخطط والنظريات الخاصة بترشيد الاستهلاك إلى مرحلة التطبيق العملي لتلك البرامج وآليات العمل. وفي حين تختلف البرامج المطبقة بين دولة وأخرى، إلا أن كلها يصب في تحقيق مجموعة من الأهداف المشتركة أبرزها وقف الهدر والاستغلال الأفضل للموارد المتاحة. وأشار التقرير الأسبوعي لشركة «نفط الهلال» إلى أن «خطط التطبيق الفعلي وقياس النجاحات المحققة ستأخذ فترة طويلة، بينما يمثل البدء في هذه المراحل خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، في حين يتوقع أن تتجاوز النتائج المحققة التوقعات إذا ما نُفذت هذه البرامج وفق الخطط». ولفت إلى أن «السعودية تعكف على تطبيق كل جديد في ما خص آليات وبرامج من شأنها ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية وتستهدف ضبط الاستثمارات الضخمة الموجهة لزيادة قدرات التوليد، في حين يبدو التركيز أكثر نحو استغلال الطاقة الكهربائية الحالية من قبل القطاعات الإنتاجية عبر ضبط وترشيد الاستهلاك غير الإنتاجي». وبيّن أن «المركز السعودي لكفاءة الطاقة يسعى مع أطراف عديدة إلى ترشيد استهلاك الطاقة ورفع كفاءتها في مشاريع الإسكان، في حين أن معدل نمو هذا الاستهلاك لم يصل إلى تسعة في المئة على رغم الارتفاعات المسجلة». وشدّد التقرير على أن «الصورة العامة للمبادرات والبرامج الخاصة بترشيد الاستهلاك تؤكد أن تحقيق أعلى كفاءة لمعدل الاستهلاك يجب أن يرافقه تعديلات على الأسعار قبل الحديث عن آليات رفع الكفاءة من خلال برامج إرشادية وحوافز متنوعة، إضافة إلى إدخال التقنيات والأدوات المخصصة». وأشار إلى أن «دول المنطقة تسعى إلى تحقيق إنجازات ملموسة في ما خص معدل الاستهلاك وترشيده، في حين بدأت الإمارات تنفيذ برامج توعوية في هذا المجال، كما نفذت قطر الحملة الوطنية للترشيد ورفع كفاءة استخدام المياه والطاقة الكهربائية بهدف خفض مستويات استهلاك الكهرباء والماء إلى 20 و35 في المئة على التوالي خلال السنوات الخمس المقبلة». الشركات وتطرق التقرير إلى أبرز الأحداث في قطاع النفط والغاز خلال الأسبوع في الخليج، ففي الإمارات بلغت قيمة الاستثمارات المشتركة لشركتي «دانه غاز» و»نفط الهلال» في عمليات الغاز في إقليم كردستان العراق 1.4 بليون دولار منذ دخولها إلى الإقليم عام 2007، فيما بلغ إجمالي إنتاج البترول نحو 79 مليون برميل من النفط المكافئ. وأعلنت مصادر أن 12 شركة مقاولات تقدّمت بعروض للمنافسة على عقد إنشاء خط أنابيب لنقل الغاز لصالح شركة «جاسكو»، والذي يربط بين جزيرة ياس ومينا زايد والذي يُتوقع إنجازه عام 2015. وأعلنت «هيئة كهرباء ومياه دبي» إبرام اتفاق توريد وتمديد وتدشين شبكة كابلات أرضية جديدة لنقل الكهرباء بما قيمته 300 مليون درهم (81.6 مليون دولار). وفي العراق، تخطط الحكومة لاستثمار نحو 175 بليون دولار في القطاع النفطي خلال السنوات الخمس المقبلة ليصل الإنتاج إلى تسعة ملايين برميل يومياً، ما من شأنه تحقيق عوائد تصل إلى 600 بليون دولار. إلى ذلك أعلن وزير النفط عبد الكريم لعيبي أن شركة «رويال داتش شل» ستستأنف العمليات في حقل «مجنون» في 1 أيار (مايو) المقبل بإنتاج أولي مقداره 100 ألف برميل يومياً. وسيساعد ذلك على زيادة الصادرات إلى المستوى المتوقع في الموازنة عند 2.9 مليون برميل يومياً وتعويض خفض الإنتاج من إقليم كردستان. وأكد لعيبي أن العراق صدر 2.538 مليون برميل يومياً في المتوسط في شباط (فبراير) الماضي مقارنة ب2.359 مليون خلال الشهر السابق. وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة «شيفرون» الأميركية أن شركته ستحفر بئري تنقيب في إقليم كردستان، متوقعاً حفر نحو 90 بئراً للتنقيب والتقييم في العالم هذه السنة. وتجري شركة «برتامينا» الإندونيسية الحكومية للنفط والغاز محادثات لشراء ما بين 10 و20 في المئة من حصة شركة «إكسون موبيل» في حقل «غرب القرنة 1» العراقي. وكان تطوير هذا المشروع موضع شك منذ العام الماضي عندما عرضت «اكسون» بيع حصتها بعدما أغضبت عقود أبرمتها مع إقليم كردستان الحكومة المركزية التي تعتبر هذه الاتفاقات غير قانونية. وأكدت مصادر أن «أكسون» تدرس بيع جزء من حصتها البالغة 60 في المئة في الحقل المذكور ل «بتروتشاينا»، الذراع المدرجة في البورصة لشركة النفط الوطنية الصينية. وأبرمت شركة «أرامكو السعودية» اتفاقاً مع شركة «شل غلوبال سوليوشينز انترناشونال» تحصل بموجبه الأخيرة على ترخيص لاستخدام تكنولوجيا تحويل النفط إلى غاز وإنشاء أضخم وحدة تحويل النفط إلى غاز في العالم بطاقة تكريرية تبلغ 400 ألف برميل يومياً. ولفتت «أرامكو» إلى أن الاتفاق يشمل تفويض «شل» القيام بعمليات تحويل النفط إلى الغاز في محطة جازان، جنوب المملكة. ويُعمل حالياً على تطوير جازان لتصبح مدينة اقتصادية جديدة، وستُشيّد مصفاة جديدة على بعد 70 كيلو متراً شمال جازان، إلى جانب محطة جازان لتوليد الطاقة التي تعمل بتقنية التحويل إلى غاز بالدورة المركبة. وسيساعد مشروع المحطة على توفير الكهرباء للمصفاة، في حين ستتولى «شل» توفير التكنولوجيا لأكبر وحدات تحويل النفط إلى غاز في العالم.