كشف مسؤول فلسطيني رفيع ل «الحياة»، أن الرئيس محمود عباس أبلغ الرئيس باراك أوباما في لقائهما في رام الله أول من أمس، أن معدل البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، بما فيها القدس، في عهد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو يبلغ 24 بيتاً في اليوم. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، أحد المشاركين في اللقاء الدكتور محمد اشتية، إن الرئيس عباس قدم للرئيس الأميركي مذكرتيْن، واحدة عن الاستيطان والثانية عن الأسرى. وأضاف: «أبلغ الرئيس أوباما أن هذا الاستيطان يشكل خطراً شديداً على حل الدولتين، ومن أجل عملية سياسية ذات مغزى، يجب أولاً وقف الاستيطان، وهذا ليس شرطاً مسبقاً. الاستيطان غير شرعي، غير قانوني، وموقفنا منه ينسجم مع السياسية الأميركية ومع قرارات الشرعية الدولية». وأظهر الرئيس الأميركي خلال زيارته للمنطقة تراجعاً عن الموقف الذي اتخذه من قضية الاستيطان في ولايته الأولى، عندما طالب إسرائيل بوقف الاستيطان من أجل العودة الى مفاوضات جدية، ففي هذه الزيارة، طالب أوباما الجانبيْن بالعودة إلى المفاوضات، ومعالجة قضية الاستيطان أثناء المحادثات. وينسجم أوباما في موقفه هذا مع موقف نتانياهو الذي يطالب الفلسطينيين بالتفاوض في ظل الاستيطان. وقال اشتية إن الجانب الفلسطيني يرفض العودة الى المفاوضات من دون الوقف التام للاستيطان الذي لا يترك أرضاً تمكن إقامة الدولة الفلسطينية عليها. وأضاف: «الرئيس عباس كان واضحاً في حديثة للرئيس الأميركي، فنحن لا نعتقد بأن من الممكن أن يكون هناك مسار سياسي من دون وقف الاستيطان». وتابع: «المفاوضات توقفت في السادس والعشرين من كانون الثاني (يناير) العام الماضي بسبب الاستيطان، فالاستيطان ليس أرقام، فهناك اليوم 631 ألف مستوطن في الضفة، بما فيها القدس، المهم هو الأثر الذي يتركه الاستيطان، ففي كل يوم يقصر الاستيطان من عمر وإمكان إقامة دولة فلسطينية». وأضاف اشتية أن «الرئيس عباس طلب من الرئيس الأميركي أن يطلب بدوره من الحكومة الإسرائيلية أن تعلن عن حدود إسرائيل لمعرفة حقيقة موقفها قبل البدء في المفاوضات، وأنه من دون ذلك سنبقى نجدف في الوحل». وزاد: «المطلوب من الحكومة الإسرائيلية ليس فقط وقف الاستيطان، وإنما أيضا وقف كل الحوافز المقدمة إلى المستوطنين». وأشار إلى أن «الرئيس الأميركي استمع إلى الموقف الفلسطيني، وننتظر الخطوة الأميركية التالية». وكان أوباما اعلن انه ووزير خارجيته جون كيري سيدرسان نتائج الزيارة، وسيقرران المقاربة التي سيتبعانها في العمل على استئناف المفاوضات. أما المذكرة الثانية المقدمة إلى أوباما من الأسرى، وحملت عنوان «آن الأوان أن ينسحب السجان من حياتنا»، فدعته إلى التدخل لدى إسرائيل لإطلاق الأسرى، خصوصا المعتقلين قبل اتفاق أوسلو والبالغ عددهم 107 أسرى، إضافة إلى إنقاذ حياة الأسير سامر العيساوي المضرب عن الطعام منذ 242 يوماً، وشرحت له واقع الأسرى الإنساني. هنية: الزيارة لترسيخ الاحتلال في هذه الاثناء (أ ف ب)، صرح رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة إسماعيل هنية بأن زيارة أوباما للأراضي الفلسطينية وإسرائيل هدفت إلى «ترسيخ الاحتلال وتشرع الاستيطان». وقال في خطبة صلاة الجمعة في غزة إن «زيارة أوباما جاءت لتطمئن الاحتلال في ظل المتغيرات في المنطقة والإنجاز الذي حققته المقاومة»، مضيفاً أن الزيارة جاءت «لترسخ الاحتلال وتشرع الاستيطان وتضع السلطة كأداة للتعاون الأمني لحماية أمن الاحتلال». وأكد: «لم نتفاجأ بما سمعناه من خطابات وتصريحات للرئيس الأميركي لأننا نعرف ما معنى التحالف الاستراتيجي بين أميركا والاحتلال الإسرائيلي، وهذه المواقف ربما فاجأت أصحاب المواقف الذين يعيشون على أوهام انطلاق مسيرة المفاوضات والتغير في السياسات الأميركية». ودعا السلطة إلى «الابتعاد عن الوقوع فريسة للإغراءات المالية والسياسية الأميركية على حساب استعادة الوحدة»، مشدداً على «ضرورة تسريع عجلة تحقيق المصالحة رداً على السياسة الأميركية - الإسرائيلية». وقال: «لا بد من استراتيجية فلسطينية عربية قائمة على التمسك بالثوابت الإسلامية وعدم التفريط بالحقوق، خصوصاً حق العودة».