يبدو الأفق السياسي اليمني غامضاً أكثر من أي وقت مضى، غداة رفض الحوثيين رئيس الحكومة المعيّن، ما يعزّز المخاوف من اندلاع أعمال عنف كالهجمات التي شنّها "القاعدة" فجر الأربعاء، وأسفرت عن مقتل عشرة رجال أمن. وبعد ساعتين فقط من إعلان تسمية أحمد عوض بن مبارك رئيساً للحكومة أمس الثلثاء من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي، أعلن الحوثيون رفضهم ذلك، مؤكدين أنها تعكس "إرادة خارجية". وأكد بيان صادر عن المكتب الإعلامي لزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، أن "الأخير سيتوجه بكلمة إلى اليمنيين حول قرار تسمية بن مبارك رئيساً للحكومة الجديدة". واعتبر البيان المقتضب "هذا القرار تجاوزاً للمعايير المتّفق عليها من كل الأطراف، ولم يكن أيضاً انعكاساً داخلياً بمقدار ما كان قراراً خارجياً". و قال مصدر ديبلوماسي غربي في صنعاء، إن "رفض تسمية بن مبارك يأتي أيضاً من قسم من حزب "المؤتمر الشعبي العام" الذي يتزعّمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح". وكان مؤيّدو صالح انضموا إلى الحوثيين في تحركهم الاحتجاجي الذي انطلق في آب (أغسطس)، للمطالبة بإسقاط الحكومة وخفض أسعار الوقود وانتهى بسيطرة المسلحين على غالبية المقار الرسمية في العاصمة اليمنية. ووفق المصدر الديبلوماسي الغربي، فإن "أهداف الحوثيين الحقيقية غير واضحة"، مشيراً إلى وجود "ارتباك في المشهد" في اليمن. و تتهم أوساط الرئيس اليمني الحوثيين برفض تسمية بن مبارك ل "عدم رغبتهم في تطبيق اتفاق السلام". ووقّع الحوثيون في 21 أيلول (سبتمبر)، اتفاقاً للسلام برعاية الأممالمتحدة ينصّ على تشكل حكومة جديدة وخفض الوقود ورفض المظاهر المسلحة. إلا أن الحوثيين لا يزالون منتشرين في صنعاء. إلى ذلك، قتل عشرة عناصر من الشرطة على الأقل في سلسلة هجمات، بينها هجوم انتحاري، نسبت إلى تنظيم "القاعدة"، ووقعت فجر الأربعاء في مدينة البيضاء في وسط اليمن، وفق حصيلة للمستشفى الرئيسي في المدينة. ووفق مصادر محلية من محافظة البيضاء، أتى الهجوم بعد اجتماع لزعماء قبليين محليين بعضهم مرتبط ب "القاعدة"، تقرر خلاله أن يتم "التصدي لتمدد الحوثيين في منطقة البيضاء". وذكرت المصادر أن شيوخ القبائل يعتبرون ان "في صفوف قوات الأمن في المدينة عناصر متعاطفة مع الحوثيين". وسبق ان تعهدت "القاعدة" محاربة الحوثيين، وشنت هجمات عدة استهدفتهم منذ نهاية ايلول.