قتل أربعة مسلحين قبليين في اشتباكات اندلعت الثلثاء في الضاحية الشمالية لصنعاء مع المتمردين الحوثيين، الذين يوسعون انتشارهم المسلح حول صنعاء على رغم استمرار المفاوضات السياسية للتوصل إلى حل للأزمة التي وضعت اليمن على شفير الحرب الأهلية، وفق مصدر قبلي، كما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب). وقالت مصادر قبلية ومحلية ل "رويترز" إن 22 شخصاً لقوا حتفهم في القتال بين المتمردين الحوثيين وقبائل متحالفة مع الحكومة في شمال اليمن يومي الإثنين والثلثاء. وأضافت أن "أربعة قتلى وجريحاً سقطوا في الاشتباكات مع الحوثيين على الطريق المؤدي من صنعاء الى قرية القابل، في الضاحية الشمالية لصنعاء". ووفق المصادر، فإن القتلى جميعهم من أقارب أحد الوجهاء القبليين في المنطقة، وهو ضابط في الفرقة الأولى مدرع سابقاً وهو أحد المحسوبين على اللواء علي محسن الأحمر الذي يعادي المتمردين الحوثيين. ووقعت الاشتباكات عند نقطة تفتيش أقامها الحوثيون في المنطقة. وتأتي هذه الحادثة في ظل استمرار احتشاد وانتشار واسع للمسلحين الحوثيين القادمين من صعدة وعمران في الشمال، في الضواحي الشمالية والشمالية الغربية، حيث أقيم مخيم جديد للحوثيين وأنصارهم في منطقة سوق ضلع في همدان. وهذا المخيم، هو ثامن مخيم يقيمه الحوثيون الذين يتخذون اسم "أنصار الله" منذ بدئهم في 18 آب (أغسطس) التحرك الاحتجاجي المطالب بإسقاط الحكومة والتراجع عن قرار رفع أسعار الوقود. ويقع المخيم الجديد في الجهة الجنوبية من معسكر اللواء الثالث مشاة جبلي، الذي بات محاصراً بين مخيمين للحوثيين. وتعثرت حتى الآن مساعي التوصل الى اتفاق بين المتمردين، والرئيس عبدربه منصور هادي، على رغم موافقة الرئيس على تشكيل حكومة جديدة وخفض أكثر من نصف الزيادة السعرية، التي طبقت على الوقود منذ نهاية تموز (يوليو). وأكدت مصادر سياسية في صنعاء أن مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر سيعقد اليوم جلسة محادثات جديدة بين الأطراف للتوصل الى حل للأزمة. ويخوض الحوثيون صراعاً منذ عشر سنوات مع الحكومة المركزية في صنعاء التي يغلب على سكانها السنة، ويقاتلون من أجل السيطرة على مزيد من الأراضي في الشمال. ويقول محتجون حوثيون إنهم يتصدون للفساد الحكومي في البلاد، على عكس ما يفيد منتقدون بأن الحوثيين يحاولون الحصول على سلطة وإقامة دولة شبه مستقلة لهم في شمال البلادالأمر الذي ينفيه الحوثيون. وقالت المصادر لرويترز إن 15 من المتمردين الحوثيين، لقوا حتفهم بينما قتل الحوثيون إثنين من أبناء احد شيوخ القبائل وخمسة أشخاص آخرين. في حادث منفصل في جنوب غربي صنعاء، قالت مصادر إن مسلحين حوثيين قتلوا أربعة قبليين مسلحين. وأعلن الحوثيون أمس الإثنين، تعليق مشاركتهم في مفاوضات مع الحكومة اليمنية، بسبب ما وصفوه بتدخل أجنبي في مسار المفاوضات. وتهدف المفاوضات لإنهاء أزمة شهدت احتجاجات في العاصمة، استمرت أسابيع عدة، وكانت في بعض الأوقات دامية. ويغلق المحتجون الحوثيون الطريق الرئيس إلى مطار صنعاء، كما يعتصمون منذ أسابيع عند وزارات في محاولة للإطاحة بالحكومة وإعادة دعم الوقود الذي خفضته الدولة في تموز (يوليو) في إطار إصلاحات اقتصادية.