أعلنت جماعة «أنصار الشريعة»، أحد فروع تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، وقوفها وراء الهجمات التي وقعت في الساعات الأولى من صباح أمس الأربعاء على مقار أمنية وعسكرية في محافظة البيضاء وسط اليمن. وقال بيانٌ للجماعة، نُشِرَ في حساب مرتبط بها على موقع «تويتر»، إنها استهدفت مقارَّ أمنية وعسكرية كخطوة استباقية منها على خلفية اعتزام الحوثيين قتال تنظيم القاعدة في المحافظة. وبحسب حصيلة للمستشفى الرئيس في البيضاء، قُتِلَ 10 عناصر من الشرطة على الأقل في الهجمات التي وقعت فجر أمس وشملت مقر قوات الأمن الخاصة ومقر شرطة المرور وحاجزَيْ تفتيش تابعين للجيش. وقال مسؤول المشرحة في مستشفى الثورة «لدينا جثث 10 عناصر من الشرطة بينهم 9 قضوا في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة» استهدف مقر قوات الأمن الخاصة. وخلال هجوم القاعدة، نفذ شخص يُعرَف باسم «أبو دجانة اللحجي» هجوماً انتحارياً بسيارة مفخخة استهدف مقر قوات الأمن الخاصة، ما أسفر عن مقتل 9 من عناصر هذا الجهاز بحسب مصادر أمنية. وبحسب مصادر محلية من محافظة البيضاء، أتى الهجوم بعد اجتماع لزعماء قبليين محليين بعضهم مرتبط بالقاعدة تقرَّر خلاله أن يتم «التصدي لتمدد الحوثيين في منطقة البيضاء». وذكرت المصادر أن شيوخ القبائل الذين شاركوا في الاجتماع اعتبروا أن في صفوف قوات الأمن في المدينة عناصر متعاطفة مع الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء منذ 21 سبتمبر ويتمددون في أكثر من اتجاه. سياسياً، يسيطر الغموض على الأفق السياسي اليمني أكثر من أي وقت مضى غداة رفض الحوثيين رئيس الحكومة المعيَّن، ما يعزز المخاوف من اندلاع أعمال عنف جديدة. وبعد ساعتين فقط من تسمية أحمد عوض بن مبارك رئيساً للحكومة الثلاثاء من قِبَل الرئيس عبدربه منصور هادي، أعلن الحوثيون رفضهم لذلك. واعتبر بيان صادر عن المكتب الإعلامي لزعيمهم، عبدالملك الحوثي، هذا القرار تجاوزاً للمعايير المتفق عليها من كل الأطراف. من جانبه، قال مصدر دبلوماسي غربي في صنعاء إن قسماً من حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، يرفض أيضاً تسمية بن مبارك. وبحسب المصدر، فإن «أهداف الحوثيين الحقيقية غير واضحة، كما أن هناك ارتباكاً في المشهد في اليمن». في المقابل، تتهم أوساط الرئيس اليمني الحوثيين برفض تسمية بن مبارك لعدم رغبتهم في تطبيق اتفاق السلام، الذي كانت جماعتهم طرفاً في التوقيع عليه في ال 21 من سبتمبر. ورغم أن الاتفاق نص على خفض المظاهر المسلحة في صنعاء، إلا أن الحوثيين لا يزالون منتشرين في العاصمة.