أعلنت إيران أمس، أن اجتماعاً لخبراء اختُتم في اسطنبول مع الدول الست المعنية بملفها النووي، ناقش «جوانب» اقتراحات طرحها الجانبان خلال جولتي محادثات في موسكو وألما آتا أخيراً. وورد في بيان للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن الجانبين «درسا بالتفصيل جوانب اقتراحات» قدّمتها طهران خلال جولة موسكو في حزيران (يونيو) 2012، و«اقتراحات معدلة» طرحتها الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) خلال جولة ألما آتا عاصمة كازاخستان في شباط (فبراير) الماضي. وأضاف البيان أن «نتائج الاجتماع وتوصياته ستُعرض» خلال جولة المحادثات المرتقبة في ألما آتا الشهر المقبل. أتى بيان المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، بعد ساعات على إعلان مايكل مان، الناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، أن خبراء من الدول الست برئاسة ستيفن كليمنت، قدّموا لإيران «تفاصيل جديدة حول اقتراح معدّل لبناء الثقة قُدِّم في ألما آتا»، مضيفاً أن «الاجتماع أتاح للخبراء فرصة مناقشة مواقف كل جانب حول مسائل تقنية». وأشار إلى أن الجانبين سيجريان في كازاخستان الشهر المقبل، جولة محادثات جديدة على مستوى سياسي. وكانت الدول الست عرضت خلال جولة ألما آتا الشهر الماضي، «اقتراحاً معدلاً» لا يشترط على ايران «وقف» بل «تجميد» نشاطات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، وخفض حجم مخزونها من اليورانيوم المخصب بتلك النسبة، وتجميد نشاطاتها في منشأة فردو المحصنة للتخصيب. في المقابل، تخفّف الدول الست عقوبات على تجارة الذهب وقطاع البتروكيماويات. أوباما ورسالة «النوروز» في غضون ذلك، اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن «القادة الإيرانيين عجزوا عن إقناع المجتمع الدولي بأن نشاطاتهم النووية مخصصة لأغراض سلمية»، مشيراً إلى أن «الإيرانيين دفعوا ثمناً باهظاً لا لزوم له، بسبب عدم استعداد قادتهم لمعالجة هذا الملف». ووجّه أوباما رسالة عبر الفيديو للإيرانيين، لمناسبة عيد رأس السنة الإيرانية (النوروز)، تضمّن ترجمة بالفارسية، ورد فيه: «منذ أن توليت مهماتي (مطلع 2009)، قدمت اقتراحاً للحكومة الإيرانية: إذا وفت بالتزاماتها الدولية، عندها يمكن إقامة علاقات جديدة بين بلدينا، وقد تستعيد ايران مكانتها في مجتمع الأمم». وأضاف: «حان الوقت لتتخذ الحكومة الإيرانية تدابير فورية وملموسة، لخفض التوتر والعمل على تسوية دائمة للملف النووي». وزاد أن «بذل جهود مهمة وقوية سيكون ضرورياً لتسوية الخلافات الكثيرة بين ايرانوالولاياتالمتحدة، وهذا يشمل قلق العالم أجمع، القلق الخطر والأكثر حدة، في شأن البرنامج النووي الإيراني الذي يهدد السلام والأمن في المنطقة وأبعد منها». وقال أوباما: «كما سبق وقلت منذ البداية، تفضّل الولاياتالمتحدة تسوية هذه المسألة في طريقة سلمية وديبلوماسية». وأكد أن «الولاياتالمتحدة إلى جانب شركائها في المجتمع الدولي، على استعداد للتوصل إلى تسوية مشابهة»، لافتاً إلى «تسوية تتيح لإيران الحصول على طاقة نووية سلمية، مع تسوية كل المسائل الخطرة الأخرى في الوقت ذاته، والتي يتساءل العالم عن الطابع الحقيقي للبرنامج النووي الإيراني». وختم رسالته قائلاً: «إذا تابعت الحكومة الإيرانية طريقها الحالي، لن يؤدي ذلك إلا لمزيد من العزلة. هذا هو الخيار المتاح الآن أمام قادة إيران». إطلاق فائزة رفسنجاني على صعيد آخر، أعلن غلام علي رياحي، محامي فائزة رفسنجاني، ابنة رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في ايران هاشمي رفسنجاني، إطلاق موكلته أمس «بعد إتمام فترة حكمها في سجن إيفين». واعتُقلت فائزة رفسنجاني في 22 أيلول (سبتمبر) الماضي، لاتهامها بالدعاية ضد النظام، ونفذت حكماً بسجنها ستة أشهر.