استبقت طهران جولة محادثات على مستوى الخبراء مقررة في اسطنبول اليوم، مع الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني، معتبرة أن الاقتراحات التي قدمتها تلك الدول خلال محادثات ألما آتا عاصمة كازاخستان الشهر الماضي، لم تكن «متوازنة». وثمة توقّعات حذرة بنجاح المحادثات، بسبب رفع الجانبين سقف مطالبهما. وستُخصّص الجلسة لدرس مسائل فنية في الملف النووي الإيراني، ستُطرح خلال الجولة المقبلة من المحادثات، في ألما آتا في 5 نيسان (أبريل) المقبل. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن «ديبلوماسي قريب من الفريق الإيراني المفاوض»، أن الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) «تراجعت في شكل ملحوظ عن مواقفها السابقة» خلال محادثات ألما آتا، لكن اقتراحاتها «ليست متوازنة ولا كافية ولا ترضي» طهران. وأضاف أن الدول الست «لم تعدْ تطالب بوقف كامل لتخصيب اليورانيوم، ووقف إنتاج أجهزة طرد مركزي (تُستخدم في التخصيب) وإغلاق منشأة فردو» المحصنة للتخصيب. وزاد أن «اقتراحات ألما آتا كانت مجرد خطوة، فإن كانت قائمة على أساس رزمة اقتراحات وستُستكمَل، فضروري أن تناقش الرزمة قضية العقوبات، وألا تكتفي بتناول مسائل ثانوية». وشدد الديبلوماسي على أن «مبدأ التفاوض يستند إلى الحصول على أقصى ما يمكن من امتيازات»، داعياً الدول الست إلى «تحديد بداية ونهاية لرزمة تسوية الملف النووي الإيراني». في غضون ذلك، اعتبر وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن السنة الإيرانيةالجديدة التي تبدأ في 21 الشهر الجاري، «ستشهد تطورات مهمة وستكون سنة الانفراج» بالنسبة إلى طهران، إذ رجّح أن «تواجه مساعي فرض عزلة على إيران، طريقاً مسدوداً». «مدمرة» إيرانية إلى ذلك، دشّنت طهران أمس، مدمرة «جمران 2» في مياه بحر قزوين، في رعاية الرئيس محمود أحمدي نجاد وحضور وزير الدفاع الجنرال أحمد وحيدي وقائد البحرية في الجيش الأميرال حبيب الله سياري ورئيس الأركان الجنرال حسن فيروز آبادي. وقالت وسائل إعلام إيرانية طول المدمرة يبلغ حوالى مئة متر وتزن 1400 طن وسرعتها 30 عقدة بحرية، مشيرة إلى أنها «حصيلة حوالى 6 سنوات من جهود خبراء الصناعات الدفاعية». وقال وحيدي إن المدمرة «مجهزة بمدفعيات وطوربيدات وصواريخ ورادارات تكتيكية»، لافتاً إلى قدرتها على حمل مروحيات، كما أكد أن «تكاليف إنتاجها لا تتجاوز ربع سعر استيراد مدمرة من الخارج». أما نجاد فأعلن أن «المهمة الرئيسة لمدمرة «جمران 2» هي مكافحة الإرهاب»، مشيراً إلى «قدرتها الفائقة على رصد الأهداف». في هذه الأثناء، أعلن المدعي العام في طهران عباس جعفري دولت آبادي توجيه اتهامات إلى 18 شخصاً اتُهموا بالتورط باغتيال علماء نوويين إيرانيين، مشيراً إلى أنهم سيمثلون أمام محكمة خلال السنة الإيرانية المقبلة. وقُتل 5 علماء نوويين إيرانيين على الأقل منذ عام 2010، في هجمات اتهمت طهران أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية والإسرائيلية بتنفيذها.