في وقت أعلن الجيش المصري الاستنفار في مدينة السويس تحسباً لتنفيذ «مندسين بزي عسكري» عمليات عدائية، كشف مدير الكلية الحربية انضمام منتمين إلى جماعة «الإخوان المسلمين» الحاكمة إلى طلاب الكلية، بينهم ابن شقيق الرئيس محمد مرسي. وكان قائد الجيش الثالث الميداني الذي يتولى مهمات تأمين مدينة السويس اللواء أسامة عسكر أعلن مساء أول من أمس تبديل الزي العسكري للقوات في السويس بعد «معلومات مؤكدة أن هناك عناصر مندسة لديها زي عسكري مشابه لقوات الجيش في السويس». واستنفرت قوات الجيش في الطرق الرئيسة ونشرت المكامن، وقام اللواء عسكر بجولة فجر أمس في شوارع السويس وتفقد جنوده بعد ارتداء الزي الجديد، فيما كثفت القوات وجودها في مناطق شمال سيناء. ودعا عسكر في تصريحات صحافية أمس أهالي السويس إلى «توخي الحذر»، مشيراً إلى أنه «سيتم وضع علامة للجيش الثالث على صدر كل جندي، وتحديد أماكن تمركزهم، بعدما أكدت المعلومات أن المندسين سيستخدمون سلاحاً تحت ستار الجيش الثالث لافتعال الأزمات، وإطلاق الأعيرة النارية على المواطنين للوقيعة بين أهالي السويس والجيش». وتأتي تصريحات قائد الجيش الثالث بعد ساعات من بيان عسكري كشف ضبط كميات من الأقمشة المستخدمة في ملابس الجيش والشرطة في أحد أنفاق التهريب إلى غزة في شمال سيناء. إلى ذلك، عقد مدير الكلية الحربية اللواء عصمت مراد مؤتمراً صحافياً أمس كشف فيه أن الدفعة 109 حربية التي تم الاحتفال بانتهاء فترة التدريب الأساسي لها أخيراً تضم أبناء وأقارب قيادات في «الإخوان». وقال: «لا يمكن للكلية الحربية أن ترفض طلاباً حصلوا على درجات عليا في الثانوية العامة ولهم من المواصفات الطبية ما يؤهلهم للدخول... وتمكنوا من اجتياز الاختبارات بكفاءة عالية ويتحدثون بطلاقة ومهتمين بملبسهم وبمظهرهم، فكون والد الطالب إخوانياً لم يعد أمراً مؤثراً في قبوله في الكليات العسكرية». ولفت إلى أن بين الطلاب الجدد ابن شقيق الرئيس مرسي وهو طالب في الكلية الفنية العسكرية، مشدداً على أنه «لن ينال إلا حقه كما كل الطلاب في دفعته». وأوضح أن «كل من خرج من بيت إخواني أو جهادي أو سلفي أو مسيحي أو أزهري يمكن قبوله داخل الكلية الحربية من دون النظر إلى توجه عائلته أو أسرته على الإطلاق... نحن نتعامل مع الطالب القادم إلينا على أنه مجموعة من الأوراق، ونحتاج فقط إلى نسيج لشاب مصري محترم مخلص لوطنه وشعبه». وأشار إلى أن «التوجهات السياسية للآباء لا تعني القوات المسلحة في شيء، بل كل ما يعنيها فقط القضايا الجنائية التي تمس الشرف»، لافتاً إلى أن «الطالب عندما يأتي إلى الكليات العسكرية يخلع أي انتماء حزبي أو سياسي لديه أو يكون البديل لذلك خروجه من الخدمة العسكرية ووقوعه تحت طائلة القانون العسكري الذي يحظر السياسة داخل الجيش». وأضاف: «نحن نأخذ السفليين والإخوان والمسيحيين والأزهريين في الكليات العسكرية ونوع من الظلم أن نمنع أبناء الإخوان أو أقاربهم من دخول الكلية الحربية، فالشرط الأساسي للقبول في الكلية أو غيرها من الكليات العسكرية أن يكون مصري الأب والأم ولائقاً بدنياً وطبياً ونفسياً». وحين سُئل عن «أخونة القوات المسلحة»، رأى أن «البينة في هذا الأمر على من ادعى، والحديث تزايد في الفترة الأخيرة عن أخونة الضباط والصف والقيادات من دون أن يكون لذلك أساس»، موضحاً أن «القوات المسلحة مؤسسة قتالية محترفة، ولها عمل محدد لحماية تراب الوطن ولا تلتفت إلى مثل هذه الإشاعات».