تعد مدينة الموصل الواقعة تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» من أبرز المشاكل التي تواجه جهود الحكومة العراقية والتحالف الدولي لمواجهة التنظيم، نتيجة غياب حلفاء فاعلين داخل المدينة، فيما يتم إعداد آلاف المقاتلين في أربيل بانتظار بروز ثغرات تسهّل اقتحام الموصل. وتقول ل «الحياة» مصادر سياسية رفيعة تشارك في اجتماعات شبه يومية تجري في اربيل عاصمة إقليم كردستان لمناقشة وضع الموصل، إن المسؤولين الأميركيين من المستشارين العسكريين عبّروا عن خيبة أملهم من أوضاع المدينة حالياً. وتضيف المصادر أن «المستشارين الأميركيين طلبوا منا قبل شهور إيجاد تحالفات داخل المدينة من العشائر والفصائل المسلحة، ولكن القضية اصطدمت بعدم فاعلية هذه الفصائل، كما أن طبيعة المدينة غير العشائرية تصعّب المهمة على عكس ما هو موجود في الأنبار». وقالت النائب عن الموصل نورا البجاري ل «الحياة» إن «الوضع في الموصل يختلف عن الوضع في الأنبار، لأن الحكومة الاتحادية لديها حلفاء في الأنبار من شيوخ العشائر ممن كانوا ضمن تشكيلات الصحوة العشائرية». وتضيف: «في الموصل لا توجد قوات صحوة والحكومة المركزية كانت على غير وفاق مع أهالي الموصل ومسؤوليهم المحليين، باستثناء تشكيل مجالس إسناد تبيّن في ما بعد مدى هشاشتها». وتواصل العديد من الفصائل المسلحة السنّية الإعلان عبر شبكات التواصل الاجتماعي عن القيام بعمليات اغتيال ضد عناصر تنظيم «داعش» داخل المدينة، وأبرزها «كتائب الموصل» و «كتائب النبي يونس» و «كتائب حتما». وأعلنت «كتائب الموصل» المدعومة من عائلة محافظ نينوى اثيل النجيفي أمس أن عناصرها اغتالوا أحد قادة التنظيم المعروف باسم محمود شريعة وأحد مرافقيه على طريق الموصل - بغداد قرب قرية «سطيلة» اثر هجوم مسلح قامت به الكتائب. إلى ذلك، كشفت المصادر أن الاجتماعات المتواصلة مع المستشارين الأميركيين التي تناقش أوضاع المدينة وكان آخرها الأسبوع الماضي خلصت إلى ضرورة إيجاد قوة عسكرية تقوم باقتحام المدينة لإزالة الخوف من الفصائل المسلحة والكتائب التي تشكلت أخيراً لمواجهة «داعش» من الداخل. ولكن إيجاد قوة عسكرية تكلّف باقتحام الموصل غير ممكنة، لأن تنظيم «داعش» يسيطر على بلدات محيطة بالمدينة ويستوجب أولا السيطرة على هذه البلدات ومن ثم اقتحام الموصل، كما إن عناصر التنظيم تختبئ وسط الأهالي في الأحياء والأزقة المكتظة. وتؤكد المصادر إن الخطة الحالية لاقتحام الموصل ترتكز على قوات «البيشمركة» أولاً حيث تقوم بمهمة تطهير بلدات سنجار وزمار وسهل نينوى من التنظيم على أن تقوم قوة عسكرية من «الحرس الوطني» الذي يتم الإعداد له بمهمة اقتحام الموصل إضافة إلى قوات من مكافحة الإرهاب التابعة إلى وزارة الدفاع والتي كان لها دور في تطهير سد الموصل من «داعش» بالتنسيق مع قوات «البيشمركة». وأفاد سعد البدران وهو أحد شيوخ العشائر في الموصل والذي اضطر للهروب إلى إقليم كردستان بعد سيطرة «داعش» على المدينة ل «الحياة» إن هناك قوة عسكرية جديدة من أهالي الموصل بدأ تدريبها على أطراف مدينة أربيل. وأوضح أن «آلاف النازحين من الموصل وخصوصاً من عناصر الشرطة والجيش سجلوا انفسهم للتطوع في القوة العسكرية الجديدة، إضافة إلى عناصر من الجيش السابق ويتم تدريبهم من قبل قوات البيشمركة وستكون هذه القوة هي من ستقتحم الموصل».